جبران خليل جبران والنبيّ
“أمّا أنتَ إن أحببتَ فلا تقل “إنّ الله في قلبي”، بل قل بالأحرى “أنا في قلب الله”.
“إذا المحبّة أومت إليكم فاتبعوها…”
مَنْ منّا لم يسمع أو يقرأ هذه الأقوال للأديب الكبير جبران خليل جبران؟ أحببنا اليوم أن نتشارك مختاراتٍ من أفكاره وحكَمِه كما وردت في كتابه الأكثر شهرة النبيّ الذي أصدره باللغة الإنكليزيّة في الولايات المتّحدة وتُرجم إلى خمس لغاتٍ عالميّة.
حمَل جبران بذور هذا الكتاب في كيانه منذ طفولته. لقد كتب إلى “ميّ زياده” الأديبة والشاعرة العربيّة: “فكّرتُ بهذا الكتاب منذ ألف عام”.
مِنْ أجمل ما ورد في كتاب النبيّ نشيد المحبّة. يقول فيها:
“إذا أشارت المحبّة إليكم فاتبعوها،
وإن كانت مسالكُها صعبةً متحدّرة.
وإذا ضمّتكم بجناحيْها فأطيعوها،
وإن جرَحَكم السيف المستور بين ريشها.
وإذا خاطَبَتْكم المحبّة فصدّقوها،
وإن عطّلَت صوتها أحلامكم وبدَّدها كما تجعل الريح الشماليّة البستان قاعًا صفصفًا، لأنّه كما أنّ المحبّة تكلّلكم، فهي أيضًا تصلبكم.
وكما تعمل على نموّكم، هكذا تعلّمكم وتستأصل الفساد منكم.
كما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس، هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزّها في سكينة الليل.
المحبّة تضمّكم إلى قلبها كأغمار حنطة.
وتدرسكم على بيادرها لكي تُظهر عُريَكم. وتُغرْبلُكم لكي تحرّرَكم من قشوركم.
وتطحنكم لكي تجعلكم أنقياء كالثلج.
وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا،
ثمّ تعدُّكم لنارها المقدّسة لكي تصيروا خبزًا مقدّسًا يُقرّب على مائدة الرب المقدّسة.
المحبّة لا تعطي إلّا نفسها، ولا تأخذ إلّا من نفسها.
المحبّة لا تملك شيئًا ولا تريد أن يملكَها أحد: لأنّ المحبّة مكتفيةٌ بالمحبّة.
أمّا أنتَ إذا أحببتَ فلا تقل :”إنّ الله في قلبي”، بل قل بالأحرى :”أنا في قلب الله “(…).
ولكن إذا أحببتَ، وكان لا بُدَّ من أن تكون لك رغباتٌ خاصّة بك،
فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوبَ وتكونَ كجدول متدفّقٍ يشنف آذان الليل بأنغامه.
أن تُخبرَ الآلام التي في العطف المتناهي. أن يجرحكَ إدراكك الحقيقيّ للمحبّة في حبّة قلبك، وأن تنزفَ دماءَك وأنتَ راضٍ مغتبط.
أن تنهضَ عند الفجر بقلب مجنح خفوق، فتؤدّي واجب الشكر ملتمسًا يوم محبّةٍ آخر.
أن تستريحَ عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبّة.
أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكرًا: فتنام حينئذٍ والصلاة لأجل من أحببتَ تتردّد في قلبك وأنشودة الحمد والثناء مرتسمةً على شفتيك”.
“إذا المحبّة أومت إليكم فاتبعوها…”
مَنْ منّا لم يسمع أو يقرأ هذه الأقوال للأديب الكبير جبران خليل جبران؟ أحببنا اليوم أن نتشارك مختاراتٍ من أفكاره وحكَمِه كما وردت في كتابه الأكثر شهرة النبيّ الذي أصدره باللغة الإنكليزيّة في الولايات المتّحدة وتُرجم إلى خمس لغاتٍ عالميّة.
حمَل جبران بذور هذا الكتاب في كيانه منذ طفولته. لقد كتب إلى “ميّ زياده” الأديبة والشاعرة العربيّة: “فكّرتُ بهذا الكتاب منذ ألف عام”.
مِنْ أجمل ما ورد في كتاب النبيّ نشيد المحبّة. يقول فيها:
“إذا أشارت المحبّة إليكم فاتبعوها،
وإن كانت مسالكُها صعبةً متحدّرة.
وإذا ضمّتكم بجناحيْها فأطيعوها،
وإن جرَحَكم السيف المستور بين ريشها.
وإذا خاطَبَتْكم المحبّة فصدّقوها،
وإن عطّلَت صوتها أحلامكم وبدَّدها كما تجعل الريح الشماليّة البستان قاعًا صفصفًا، لأنّه كما أنّ المحبّة تكلّلكم، فهي أيضًا تصلبكم.
وكما تعمل على نموّكم، هكذا تعلّمكم وتستأصل الفساد منكم.
كما ترتفع إلى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفة المرتعشة أمام وجه الشمس، هكذا تنحدر إلى جذورها الملتصقة بالتراب وتهزّها في سكينة الليل.
المحبّة تضمّكم إلى قلبها كأغمار حنطة.
وتدرسكم على بيادرها لكي تُظهر عُريَكم. وتُغرْبلُكم لكي تحرّرَكم من قشوركم.
وتطحنكم لكي تجعلكم أنقياء كالثلج.
وتعجنكم بدموعها حتى تلينوا،
ثمّ تعدُّكم لنارها المقدّسة لكي تصيروا خبزًا مقدّسًا يُقرّب على مائدة الرب المقدّسة.
المحبّة لا تعطي إلّا نفسها، ولا تأخذ إلّا من نفسها.
المحبّة لا تملك شيئًا ولا تريد أن يملكَها أحد: لأنّ المحبّة مكتفيةٌ بالمحبّة.
أمّا أنتَ إذا أحببتَ فلا تقل :”إنّ الله في قلبي”، بل قل بالأحرى :”أنا في قلب الله “(…).
ولكن إذا أحببتَ، وكان لا بُدَّ من أن تكون لك رغباتٌ خاصّة بك،
فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوبَ وتكونَ كجدول متدفّقٍ يشنف آذان الليل بأنغامه.
أن تُخبرَ الآلام التي في العطف المتناهي. أن يجرحكَ إدراكك الحقيقيّ للمحبّة في حبّة قلبك، وأن تنزفَ دماءَك وأنتَ راضٍ مغتبط.
أن تنهضَ عند الفجر بقلب مجنح خفوق، فتؤدّي واجب الشكر ملتمسًا يوم محبّةٍ آخر.
أن تستريحَ عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبّة.
أن تعود إلى منزلك عند المساء شاكرًا: فتنام حينئذٍ والصلاة لأجل من أحببتَ تتردّد في قلبك وأنشودة الحمد والثناء مرتسمةً على شفتيك”.
إعداد حياة فلاّح