الإقتصاد والعلاقات الأخويّة
بينما نرى حكومات العالم أجمع منشغلةً في الإستعداد لبدء مرحلة ما بعد كوفيد، وتتباهى بتعابير مثل “التحوّل البيئيّ”، نراها في الوقت عينه مصرّةً على العمل على النموّ الإقتصاديّ بغضّ النظر عن تكاليفه الباهظة، والخطر البيئيّ الذي يُشكّلُه، والتفاوُت الإجتماعيّ الذي يُوّلده، ولا تعمل على وضع خطّةٍ متطوّرة، تنجح في تخطّي أخطاءِ القرون الماضية.
أضحت كلمةُ “تنمية” مستهلكةً لِكَثرَة استعمالها. ولكنْ هل نعي أنّ كلّ شيءٍ على المستوى البيئيّ والإجتماعيّ والإقتصاديّ مرتبطٌ ببعضِه البعض؟ فإذا كنّا قادرين على إقامة علاقاتٍ بنّاءة، بين البشر وبين الإنسانيّة والكون، علاقاتٍ تعمل من أجل خير البشريّة العام وخير الكوكب الأرضيّ، سوف تتطور التنمية وتصبح مستدامة، وتحمل سمةً مميّزةً ألا وهي “العلائقيّة”.
كلّ ذلك يتطلّب مساهمةً أكثر شفافيّة والتزامًا في كلّ المجالات، في الهندسة المعماريّة، والفنّ، والإتصّالات، والقانون، والبيئة، والإقتصاد، والطبّ، والتعليم، والعلوم السياسيّة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والرياضة، إلخ… فَلْتتجِّهْ كلُّ جهودنا في حوارنا مع الثقافة المعاصرة نحو هذا النوع من الإستدامة التي تتجسّد في إقامة علاقاتٍ بنّاءة. لا نُرَدِّدَنَّ جُملاً مثل “مستقبل أولادنا”، ونحن غافلين عن كلمتَيْن أساسيَّتَيْن هما “اليوم” وال “نحن”! بل فَلْتَعِ أنّ “اليوم” أي الآن، أنتَ مَدعوٌّ لتصنعَ فرقًا في حاضرك، تعمل عليه مع الآخرين من أجل مستقبلٍ أفضل.
كلّنا مدعوّون لأن نلتزمَ بتحقيق نموذجٍ إقتصاديٍّ يُمْكنُنا أن نعيشَه في الحياة اليوميّة؛ ففي مواجهة الفقر والظلم، لا تكفي المناشدة بالسلام، بل من الضروريّ المشاركة في عمليّة تغييرٍ إقتصاديٍّ وإجتماعيٍّ وبيئيّ، يُؤمّن للجميع إمكانيّة العيش الكريم. ونتذكّر هنا عبارة شهيرة لطالما ردّدها البابا بولس السادس: “إنّ الإسم الجديد للسلام هو التنمية”.نعم، إنّ التحديّات دائمًا كبيرة، ونحن معتادون أن نتكلّم عن الأمور المُتعثّرة، ولا نذكر ما هو حسنٌ ويسير على ما يرام. فلنتحدَّثْ عن هذه الأمور قليلاً ونتوقّفْ مع ما ورد في بحث للأستاذة رانيا فرح، الباحثة المتخصّصة في علم الإقتصاد، وقد ذكرت فيه ما يُسمّى بــ “تكنولوجيا المشاركة”، إذ أوضحت قائلة:
“يُقصَدُ بهذا المفهوم، النظم الإقتصادية القائمة على المشاركة في الأصول الماديّة والبشريّة بين أكثر من مشروعٍ للتقليل من تكلفة الإنتاج، وتمكين الأفراد من تنفيذ مشروعاتهم، واستغلال الطاقات المهدورة؛ حيث باتت مشاريع “تكنولوجيا المشاركة” تعتمد على الإستفادة من منصّاتٍ إلكترونيّة للتمويل الجماعيّ Crowd Funding، ومواقع التواصل للحصول على خدمات العمل بصورةٍ مؤقتةٍ من أجل تنفيذ مهامٍ محدّدة، من دون إبرام تعاقدات طويلة الأمد Gig Economy، بالإضافة إلى إسناد مهام التوزيع والإتجار والتسويق لشركاتٍ آخرى، بحيث يركّز المشروع فقط على إنتاج السلع والخدمات وجودتها. ظهر مفهوم “تكنولوجيا المشاركة” من خلال التحوّلات التي شهدها العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، وأوّلها محاولة تقليل إهدار الموارد واستنزاف الأصول الإقتصاديّة ومكافحة الإحتكار، وهو ما دفع بعض الإقتصاديّين لطرح أفكارٍ غير تقليديّة حول أهميّة المشاركة في الأصول الإقتصاديّة، مثل العمل ورأس المال، وأعقب ذلك انتشار منصّات إلكترونيّة عالميّة للمشاركة في الموارد والتمويل الجماعيّ.
وتُساعد التكنولوجيا في انتشار هذه النوعيّة من الأعمال، أو ما يُطلق عليه “تكنولوجيا المشاركة”، فالتكنولوجيا تُساعد المنتجين على التعرُّف على رغبات الأفراد، وتَلقَّي ملاحظاتِهم على المنتجات بشكلٍ فوريّ، ممّا يساعد على تحسين عمليّة التغذية العكسيّة. ويُشير مفهوم “أسبقيّة المستهلك في التكنولوجيا الرقميّة” إلى أنّ الأجهزة أو تطوّر البرمجيّات يجب أن تتماشى مع احتياجات المستهلكين من الأفراد على حساب احتياجات الشركات والحكومات. وفي مستقبلٍ غير البعيد، ستتطوّر التكنولوجيا لتُمهِّد لإنتشار “تكنولوجيا المشاركة”؛ حيث يؤدي التوسُّع في استخدام طائرات الدرونز في الأغراض السلميّة في انخفاض تكلفة نقل المُنتجات بين الأفراد، وتساعد الطباعة ثلاثيّة الأبعاد في انخفاض تكلفة التصنيع، حيث يتمّ تبادل البيانات والنماذج بدلاً من السلع الماديّة الملموسة، وتقلّ السلع دون الحاجة لموزّعي الجملة وتجّار التجزئة التقليديّين”.
ليس الإقتصادُ حكرًا على جشع المضاربين الماليّين الذين يمتصّون الثروات لتكديسِها من دون الإكتراث لشخص العامل أو الزبون، معتبرين أنّهما مجرّد أدواتٍ لإثرائهم. وليس الإقتصادُ خللاً في الهيئات العامّة، الساعية غالبًا وراء المصالح الشخصيّة الضيّقة. إنّ الإقتصاد دعوةٌ جريئةٌ لاتّباع منطقٍ جديد. لا أحد يملك صيغة نموذج التطوير الجديد في جَيْبه، ولكنْ، يُمكننا ترسيخ التجربة الرائدة لإقتصاد الشركات الجماعيّة التي تحمل رؤيا إنسانيّة و”مجتمعيّة” للحياة الإقتصاديّة.لنعمَلْ من أجل زرع بذور مستقبلٍ إقتصاديٍّ سليمٍ ولنُضافرْ الجهود. إنّها دعوةٌ شاملة! كَثُرَ الباحثون، من خبراءٍ وعلماءٍ في فنّ الاقتصاد، وقاموا بدراساتٍ شتّى لإيجاد صيغةٍ أفضل: هناك اليوم مؤسّساتٌ ومنظّماتٌ إجتماعيّة وإنسانيّة وتعاونيّات بدأت تأخذ بعين الإعتبار طريقة تطبيق هذه النظريّة الجديدة “إقتصاد المشاركة” والتي تقوم على ركائز ثلاث:
– خَلْق فُرَصِ عملٍ وإنشاءِ علاقاتٍ جديدةٍ في قلب السوق وهذا ما يعطي بُعدًا إجتماعيًّا للأرباح،
– وجود مجمّعاتٍ صناعيّة، حيث يُنَشَّأُ رجالٌ ونساءٌ قادرون على عيش المشاركة في حياتهم وتحقيق وصيّة المحبّة المتبادلة بين الأفراد،
– نظرة إقتصاديّة أو مبدأ إقتصاديّ، يكون البديل. نحن بحاجةٍ إلى نظريّةٍ جديدةٍ وطريقةِ تفكيرٍ مختلفة، لا تقوم على المنفعة الذاتيّة أو على التفرّد، فلا يعود السوق هو من يُنظّم العلاقات العائليّة ويسوّي بينها، ولكنّه يتحوّل إلى سوقٍ يخدم الأفراد فيهبَ كلَّ واحدٍ الخيرات التي هو بحاجةٍ إليها.
هدف هذه الركائز الثلاث، أي الشرِكة والمُجَمَّعات الصناعيّة والنظرة الإقتصاديّة، مساعدة أكثر الناس بُؤْسًا وإعادة اندِماجِهم بشكلٍ كاملٍ في المجتمع، لكأنَّه دُوَيْرات، فَلَكُها القلبُ النابض حياةً وعطاءً. إنّ الأكاديميّات والجامعات في أميركا اللاتينيّة وغيرها باتت تُرَكِّز أبحاثَها حول هذا هذه النظريَّة الجديدة التي تُقدِّم مساهمةً كبيرةً في عَيْش مبدأ التبادُل والمشاركة ومَنْح السعادة والطمأنينة والثقة من أجل أن يُرَدَّ لكرامة الإنسان إعْتِبارُها. فلا نَدَعنَّ نبضات القلب تَصْمُت لأنَّ على هذه الدعوَة العلمانيّة أن تنموَ وتكبُرَ فتبقى المشاركة هدفها الأسمى لتُصبِحَ شهادةً حيَّة.
يقول البابا بنديكتوس السادس عشر في “نظرة جديدة على الإقتصاد”: “إنّ الخروجَ من الأزمة الماليّة والاقتصاديّة الحاليّة التي تؤدّي إلى زيادة التفاوتات الإجتماعيّة، تفترض أشخاصًا وجماعاتٍ ومؤسّساتٍ تُعزّز الحياة من خلال تشجيع الإبداع البشريّ، فننتهز، ومن قلب الأزمة، فرصةً للتمييز تُمكّننا من إيجاد نموذجٍ إقتصاديٍّ جديد. يتحقّقُ النجاحُ الحقيقيّ والدائم من خلال هبة الذات، والقدرات الفكريّة الخاصّة بكلّ فرد، ومبادرة المرء الشخصيّة، لأنّ التنميّة الإقتصاديّة الصالحة للعيش والمتأصّلة في الإنسانية تحتاج إلى مبدأ المجّانّية ومنطق الهبة كتعبيرٍ عن الأخوّة”.
أضحت كلمةُ “تنمية” مستهلكةً لِكَثرَة استعمالها. ولكنْ هل نعي أنّ كلّ شيءٍ على المستوى البيئيّ والإجتماعيّ والإقتصاديّ مرتبطٌ ببعضِه البعض؟ فإذا كنّا قادرين على إقامة علاقاتٍ بنّاءة، بين البشر وبين الإنسانيّة والكون، علاقاتٍ تعمل من أجل خير البشريّة العام وخير الكوكب الأرضيّ، سوف تتطور التنمية وتصبح مستدامة، وتحمل سمةً مميّزةً ألا وهي “العلائقيّة”.
كلّ ذلك يتطلّب مساهمةً أكثر شفافيّة والتزامًا في كلّ المجالات، في الهندسة المعماريّة، والفنّ، والإتصّالات، والقانون، والبيئة، والإقتصاد، والطبّ، والتعليم، والعلوم السياسيّة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والرياضة، إلخ… فَلْتتجِّهْ كلُّ جهودنا في حوارنا مع الثقافة المعاصرة نحو هذا النوع من الإستدامة التي تتجسّد في إقامة علاقاتٍ بنّاءة. لا نُرَدِّدَنَّ جُملاً مثل “مستقبل أولادنا”، ونحن غافلين عن كلمتَيْن أساسيَّتَيْن هما “اليوم” وال “نحن”! بل فَلْتَعِ أنّ “اليوم” أي الآن، أنتَ مَدعوٌّ لتصنعَ فرقًا في حاضرك، تعمل عليه مع الآخرين من أجل مستقبلٍ أفضل.
كلّنا مدعوّون لأن نلتزمَ بتحقيق نموذجٍ إقتصاديٍّ يُمْكنُنا أن نعيشَه في الحياة اليوميّة؛ ففي مواجهة الفقر والظلم، لا تكفي المناشدة بالسلام، بل من الضروريّ المشاركة في عمليّة تغييرٍ إقتصاديٍّ وإجتماعيٍّ وبيئيّ، يُؤمّن للجميع إمكانيّة العيش الكريم. ونتذكّر هنا عبارة شهيرة لطالما ردّدها البابا بولس السادس: “إنّ الإسم الجديد للسلام هو التنمية”.نعم، إنّ التحديّات دائمًا كبيرة، ونحن معتادون أن نتكلّم عن الأمور المُتعثّرة، ولا نذكر ما هو حسنٌ ويسير على ما يرام. فلنتحدَّثْ عن هذه الأمور قليلاً ونتوقّفْ مع ما ورد في بحث للأستاذة رانيا فرح، الباحثة المتخصّصة في علم الإقتصاد، وقد ذكرت فيه ما يُسمّى بــ “تكنولوجيا المشاركة”، إذ أوضحت قائلة:
“يُقصَدُ بهذا المفهوم، النظم الإقتصادية القائمة على المشاركة في الأصول الماديّة والبشريّة بين أكثر من مشروعٍ للتقليل من تكلفة الإنتاج، وتمكين الأفراد من تنفيذ مشروعاتهم، واستغلال الطاقات المهدورة؛ حيث باتت مشاريع “تكنولوجيا المشاركة” تعتمد على الإستفادة من منصّاتٍ إلكترونيّة للتمويل الجماعيّ Crowd Funding، ومواقع التواصل للحصول على خدمات العمل بصورةٍ مؤقتةٍ من أجل تنفيذ مهامٍ محدّدة، من دون إبرام تعاقدات طويلة الأمد Gig Economy، بالإضافة إلى إسناد مهام التوزيع والإتجار والتسويق لشركاتٍ آخرى، بحيث يركّز المشروع فقط على إنتاج السلع والخدمات وجودتها. ظهر مفهوم “تكنولوجيا المشاركة” من خلال التحوّلات التي شهدها العقد الأوّل من القرن الحادي والعشرين، وأوّلها محاولة تقليل إهدار الموارد واستنزاف الأصول الإقتصاديّة ومكافحة الإحتكار، وهو ما دفع بعض الإقتصاديّين لطرح أفكارٍ غير تقليديّة حول أهميّة المشاركة في الأصول الإقتصاديّة، مثل العمل ورأس المال، وأعقب ذلك انتشار منصّات إلكترونيّة عالميّة للمشاركة في الموارد والتمويل الجماعيّ.
وتُساعد التكنولوجيا في انتشار هذه النوعيّة من الأعمال، أو ما يُطلق عليه “تكنولوجيا المشاركة”، فالتكنولوجيا تُساعد المنتجين على التعرُّف على رغبات الأفراد، وتَلقَّي ملاحظاتِهم على المنتجات بشكلٍ فوريّ، ممّا يساعد على تحسين عمليّة التغذية العكسيّة. ويُشير مفهوم “أسبقيّة المستهلك في التكنولوجيا الرقميّة” إلى أنّ الأجهزة أو تطوّر البرمجيّات يجب أن تتماشى مع احتياجات المستهلكين من الأفراد على حساب احتياجات الشركات والحكومات. وفي مستقبلٍ غير البعيد، ستتطوّر التكنولوجيا لتُمهِّد لإنتشار “تكنولوجيا المشاركة”؛ حيث يؤدي التوسُّع في استخدام طائرات الدرونز في الأغراض السلميّة في انخفاض تكلفة نقل المُنتجات بين الأفراد، وتساعد الطباعة ثلاثيّة الأبعاد في انخفاض تكلفة التصنيع، حيث يتمّ تبادل البيانات والنماذج بدلاً من السلع الماديّة الملموسة، وتقلّ السلع دون الحاجة لموزّعي الجملة وتجّار التجزئة التقليديّين”.
ليس الإقتصادُ حكرًا على جشع المضاربين الماليّين الذين يمتصّون الثروات لتكديسِها من دون الإكتراث لشخص العامل أو الزبون، معتبرين أنّهما مجرّد أدواتٍ لإثرائهم. وليس الإقتصادُ خللاً في الهيئات العامّة، الساعية غالبًا وراء المصالح الشخصيّة الضيّقة. إنّ الإقتصاد دعوةٌ جريئةٌ لاتّباع منطقٍ جديد. لا أحد يملك صيغة نموذج التطوير الجديد في جَيْبه، ولكنْ، يُمكننا ترسيخ التجربة الرائدة لإقتصاد الشركات الجماعيّة التي تحمل رؤيا إنسانيّة و”مجتمعيّة” للحياة الإقتصاديّة.لنعمَلْ من أجل زرع بذور مستقبلٍ إقتصاديٍّ سليمٍ ولنُضافرْ الجهود. إنّها دعوةٌ شاملة! كَثُرَ الباحثون، من خبراءٍ وعلماءٍ في فنّ الاقتصاد، وقاموا بدراساتٍ شتّى لإيجاد صيغةٍ أفضل: هناك اليوم مؤسّساتٌ ومنظّماتٌ إجتماعيّة وإنسانيّة وتعاونيّات بدأت تأخذ بعين الإعتبار طريقة تطبيق هذه النظريّة الجديدة “إقتصاد المشاركة” والتي تقوم على ركائز ثلاث:
– خَلْق فُرَصِ عملٍ وإنشاءِ علاقاتٍ جديدةٍ في قلب السوق وهذا ما يعطي بُعدًا إجتماعيًّا للأرباح،
– وجود مجمّعاتٍ صناعيّة، حيث يُنَشَّأُ رجالٌ ونساءٌ قادرون على عيش المشاركة في حياتهم وتحقيق وصيّة المحبّة المتبادلة بين الأفراد،
– نظرة إقتصاديّة أو مبدأ إقتصاديّ، يكون البديل. نحن بحاجةٍ إلى نظريّةٍ جديدةٍ وطريقةِ تفكيرٍ مختلفة، لا تقوم على المنفعة الذاتيّة أو على التفرّد، فلا يعود السوق هو من يُنظّم العلاقات العائليّة ويسوّي بينها، ولكنّه يتحوّل إلى سوقٍ يخدم الأفراد فيهبَ كلَّ واحدٍ الخيرات التي هو بحاجةٍ إليها.
هدف هذه الركائز الثلاث، أي الشرِكة والمُجَمَّعات الصناعيّة والنظرة الإقتصاديّة، مساعدة أكثر الناس بُؤْسًا وإعادة اندِماجِهم بشكلٍ كاملٍ في المجتمع، لكأنَّه دُوَيْرات، فَلَكُها القلبُ النابض حياةً وعطاءً. إنّ الأكاديميّات والجامعات في أميركا اللاتينيّة وغيرها باتت تُرَكِّز أبحاثَها حول هذا هذه النظريَّة الجديدة التي تُقدِّم مساهمةً كبيرةً في عَيْش مبدأ التبادُل والمشاركة ومَنْح السعادة والطمأنينة والثقة من أجل أن يُرَدَّ لكرامة الإنسان إعْتِبارُها. فلا نَدَعنَّ نبضات القلب تَصْمُت لأنَّ على هذه الدعوَة العلمانيّة أن تنموَ وتكبُرَ فتبقى المشاركة هدفها الأسمى لتُصبِحَ شهادةً حيَّة.
يقول البابا بنديكتوس السادس عشر في “نظرة جديدة على الإقتصاد”: “إنّ الخروجَ من الأزمة الماليّة والاقتصاديّة الحاليّة التي تؤدّي إلى زيادة التفاوتات الإجتماعيّة، تفترض أشخاصًا وجماعاتٍ ومؤسّساتٍ تُعزّز الحياة من خلال تشجيع الإبداع البشريّ، فننتهز، ومن قلب الأزمة، فرصةً للتمييز تُمكّننا من إيجاد نموذجٍ إقتصاديٍّ جديد. يتحقّقُ النجاحُ الحقيقيّ والدائم من خلال هبة الذات، والقدرات الفكريّة الخاصّة بكلّ فرد، ومبادرة المرء الشخصيّة، لأنّ التنميّة الإقتصاديّة الصالحة للعيش والمتأصّلة في الإنسانية تحتاج إلى مبدأ المجّانّية ومنطق الهبة كتعبيرٍ عن الأخوّة”.
ريما السيقلي