العصفور الطموح
في غابةٍ جميلةٍ خضراء يعيش طائرٌ صغير، يحبّ الحرّية، يُحلّق عاليًا فوق الأشجار ويستمتع بجمال الطبيعة، فيفرد جناحَيه باستسلامٍ للنسائم التي تحمله حيثما تشاء، ليعودَ فيلامِسَ بريشِهِ أطراف الحشائش المبلّلة بالندى.
مع مرور الأيّام بدأ الطائر يشعر بالملل من عالمه الذي يراه كلّ يوم، وتمنّى لو أنّه يُمكنه أن يُغادرَ إلى مكانٍ جديد. جلس حزينًا قرب النهر يلاحظ صورتَه المُنعكسة في الماء، وراح يُفكّر بطريقةٍ لمغادرة الغابة. كم هو مسكينٌ ذلك الطائر فطموحه بالتغيير لم يجد إليه سبيلًا.
مرَّ بقُربه صديقُهُ الأرنب فلاحظ يأسَهُ وسارع إليه يستعلمُ عن السبب. بعدما استوضح الأرنب عن سبب حزن صديقه أُصيبَ بالدهشة، فكيف لا يُحبّ هذا المكان وهو أكثر طائرٍ محبوبٍ في الغابة! وكلُّ الطيور تحسدُه لجمال ريشه ومدى قوّته!
فألحّ عليهِ بأن يفكَّرَ بغيره وليس فقط في نفسه، لكنّ الطائر المغامر أصرّ على أنّ سعادتَه موجودةٌ في عالمٍ آخر.
ذاتَ يومٍ صادف الطائرُ الصغير زائرًا جديدًا يستكشف الغابة، فاقترب منه وحطّ على غصن الشجرة يستعرضُ صوتَه، فأُعجِبَ الزائر بجمال الطائر وألقى عليه شباكَه، فالتقطَهُ وعاد به إلى منزله حيث وضعه في قفصٍ مع مجموعةٍ من الطيور. توالت الأيّام والطائر سجينٌ هناك. أصبح شيئًا فشيئًا منسيًّا وكأنّه غيرُ موجود. كان الرجل يقصده فقط ليضعَ له الطعام، إلى أن حضر أحدُهم يومًا واختاره ليشتريه فأخذَهُ بعد أن دفع ثمنه ومضى.
إعتقد الطائر بأنّ حياته في المنزل الجديد ستكون أفضل، لكنّ القفص الجديد كان أصغر حجمًا كما أنّه أصبح وحيدًا. بدأ السجن يُطبق على جناحَيْه حتى تلاشت مهارتُهُ في الطيران، ومن شدّة اليأس لم يَعُدْ يُغرّد. شيئًا فشيئًا فَقَدَ شهيّتَهُ للطعام حتّى اختفى رونقه وزال جماله، فاعتقدوا بأنّه يموت ورموه إلى الحديقة. حلّ الظلام مسرعًا فشعر العصفور المسكين بخوفٍ شديد، وفجأةً ظهر في الظلام ذئبٌ جائعٌ وانقضّ عليه ليأكُلَه، لكنّ الحظَّ كان حليفَهُ فساعدَهُ مرورُ كلبٍ في الجوار، وهكذا أُعطيَ فرصةً جديدةً في الحياة. بعد جهدٍ كبير ومرور عدّة أيّام تمكَّن أخيرًا من العودة إلى وطنه، وأمضى ما تبقّى من حياته بشكلٍ مختلف، فلم يَعُدْ ذلك العصفور الذي يتمتَّع بالكبرياء. لقد أدركَ قيمة الحياة التي كان يعيشُها بين أصدقائه ومدى تقديرهم له وعدم استعدادهم لخسارته. كانت فرحةُ أصدقائه بالفعل لا توصف بعودته، إذ أعادَ بريقَ الأمل والبهجة إلى عيونِهم. أمّا محبّتُهم هذه فجعلتهُ ينهضُ من جديد، ويتعلَّم بأن يفرحَ بما لديه لأنّ الذي يملكه هو أجمل شيءٍ يمكن أن يعطيه للآخرين.
إنّ الطموح جيّدٌ بلا شكّ لكنّ نجاحنا غير مرتبطٍ بالأماكن، لأنّ النجاح ينبعُ من قناعتنا الداخليّة بعيش وقبول ما نحن عليه ساعين إلى ألأفضل ونحن نشارك غيرنا مواهبَنا، فنبتعد عن الأنانيّة لنتبادل المحبّة، وعندها نشعر بالفرح والإكتفاء.
مع مرور الأيّام بدأ الطائر يشعر بالملل من عالمه الذي يراه كلّ يوم، وتمنّى لو أنّه يُمكنه أن يُغادرَ إلى مكانٍ جديد. جلس حزينًا قرب النهر يلاحظ صورتَه المُنعكسة في الماء، وراح يُفكّر بطريقةٍ لمغادرة الغابة. كم هو مسكينٌ ذلك الطائر فطموحه بالتغيير لم يجد إليه سبيلًا.
مرَّ بقُربه صديقُهُ الأرنب فلاحظ يأسَهُ وسارع إليه يستعلمُ عن السبب. بعدما استوضح الأرنب عن سبب حزن صديقه أُصيبَ بالدهشة، فكيف لا يُحبّ هذا المكان وهو أكثر طائرٍ محبوبٍ في الغابة! وكلُّ الطيور تحسدُه لجمال ريشه ومدى قوّته!
فألحّ عليهِ بأن يفكَّرَ بغيره وليس فقط في نفسه، لكنّ الطائر المغامر أصرّ على أنّ سعادتَه موجودةٌ في عالمٍ آخر.
ذاتَ يومٍ صادف الطائرُ الصغير زائرًا جديدًا يستكشف الغابة، فاقترب منه وحطّ على غصن الشجرة يستعرضُ صوتَه، فأُعجِبَ الزائر بجمال الطائر وألقى عليه شباكَه، فالتقطَهُ وعاد به إلى منزله حيث وضعه في قفصٍ مع مجموعةٍ من الطيور. توالت الأيّام والطائر سجينٌ هناك. أصبح شيئًا فشيئًا منسيًّا وكأنّه غيرُ موجود. كان الرجل يقصده فقط ليضعَ له الطعام، إلى أن حضر أحدُهم يومًا واختاره ليشتريه فأخذَهُ بعد أن دفع ثمنه ومضى.
إعتقد الطائر بأنّ حياته في المنزل الجديد ستكون أفضل، لكنّ القفص الجديد كان أصغر حجمًا كما أنّه أصبح وحيدًا. بدأ السجن يُطبق على جناحَيْه حتى تلاشت مهارتُهُ في الطيران، ومن شدّة اليأس لم يَعُدْ يُغرّد. شيئًا فشيئًا فَقَدَ شهيّتَهُ للطعام حتّى اختفى رونقه وزال جماله، فاعتقدوا بأنّه يموت ورموه إلى الحديقة. حلّ الظلام مسرعًا فشعر العصفور المسكين بخوفٍ شديد، وفجأةً ظهر في الظلام ذئبٌ جائعٌ وانقضّ عليه ليأكُلَه، لكنّ الحظَّ كان حليفَهُ فساعدَهُ مرورُ كلبٍ في الجوار، وهكذا أُعطيَ فرصةً جديدةً في الحياة. بعد جهدٍ كبير ومرور عدّة أيّام تمكَّن أخيرًا من العودة إلى وطنه، وأمضى ما تبقّى من حياته بشكلٍ مختلف، فلم يَعُدْ ذلك العصفور الذي يتمتَّع بالكبرياء. لقد أدركَ قيمة الحياة التي كان يعيشُها بين أصدقائه ومدى تقديرهم له وعدم استعدادهم لخسارته. كانت فرحةُ أصدقائه بالفعل لا توصف بعودته، إذ أعادَ بريقَ الأمل والبهجة إلى عيونِهم. أمّا محبّتُهم هذه فجعلتهُ ينهضُ من جديد، ويتعلَّم بأن يفرحَ بما لديه لأنّ الذي يملكه هو أجمل شيءٍ يمكن أن يعطيه للآخرين.
إنّ الطموح جيّدٌ بلا شكّ لكنّ نجاحنا غير مرتبطٍ بالأماكن، لأنّ النجاح ينبعُ من قناعتنا الداخليّة بعيش وقبول ما نحن عليه ساعين إلى ألأفضل ونحن نشارك غيرنا مواهبَنا، فنبتعد عن الأنانيّة لنتبادل المحبّة، وعندها نشعر بالفرح والإكتفاء.
هلا قسطنطين