شارل دو فوكو
وقَّعَ البابا فرنسيس، مؤخَّرًا، على مرسوم إعلان قداسة إثني عشر من الرجال والنساء، من بينهم الطوباويّ شارل دو فوكو.
من هو ؟
وُلد شارل دو فوكو سنة ١٨٥٨ في مدينة سْتْراسْبورغ الفرنسيّة. أصبح ضابطًا، وذهب إلى الجزائر للخدمة العسكريّة، وهناك التقى المسلمين في صحراء الجزائر، فتأثّر بطريقة صلاتهم وسجودهم، ممّا خلق عنده التساؤل حول إيمانه هو!
بعد رجوعه إلى فرنسا، قصدَ كاهن الرعيّة كي يتعرّفَ أكثر على المسيحيّة. قال له الكاهن إنّ حاجتَهُ الحقيقيّة ليْستْ إلى العلم ولا إلى الفلسفة، بل إلى اللقاء الحيّ بالله. بدأ يبحث كيف يعطي حياته كلّها لله. إلتحق بِرَهْبنةٍ تأمّليّة، في دير شمال سوريه. إلتقى بمسيحيّي هذه البلاد الذين تحمّلوا الكثير من العذابات بسبب إيمانهم، ولَمَسَ أوضاعَهُم الفقيرة والصعبة، وأراد أن تكونَ حياتَهُ أقرب إليهم. ثمّ قصد الناصرة حيث جذبَتْه حياة يسوع البسيطة والمتواضعة، فأحبَّ أن تكونَ هذه الطريقة نهجًا لحياته. عاد إلى فرنسا وسُيّمَ كاهنًا؛ قرّر أن يعيشَ في صحراء الجزائر حياةً نسكيّةً بين القبائل المُهمّشة والفقيرة، كواحدٍ منهم، إيمانًا منه بالأخوّة الشاملة التي تجمع البشر. وكان له حضورُ الأخ والصديق لكلّ شخصٍ يقرع بابَه. هكذا عاش حياةً تجمعُ بين الصلاة والوحدة مع الله، ومشاركة الناس، لاسيّما الفقراء والمتروكين.
إغتيل في تامنراست بالجزائر في ١ كانون الأوّل (ديسمبر)عام ١٩١٦ من قِبَلْ عصابةٍ مسلّحةٍ من قُطّاع الطرق.
أمّا فكرة تأسيس رهبنة، كما صاغها هو، لم تتحقّق إلاّ بعد وفاته تحت إسم “إخوة يسوع الصغار”.
أعلنه البابا بندِكْتُس السادس عشر طوباويًّا في ١۳ تشرين الأوّل عام ٢٠٠٥.
من أقواله التي تدعو للتأمّل:

“إنّ النفسَ تصنعُ الخير على قياس قداستها وليس على قياس علمها وذكائها”.
“لنرى في كلّ إنسان، خلف الحجاب او وراء المظهر الخارجيّ، كائِنًا مُقدَّسًا”.
“في كلّ شيءٍ لِنَسْألْ يسوع ماذا يفعل لو كان مكاننا ولنُحقِّقْ مشيئَتَه.”
“الفقر هو أوّلاً التجرّد عن المال. الفقر هو في أن تكون احتياجاتُنا قليلةً جدًّا”.
“لا تتركوا الخراف التسعة والتسعين ضائعة، من أجل البقاء متعلّقين بالخروف الوفيّ، بل السعي للبحث عن الخراف الضالّة، مثل الراعي الصالح”.
“عندما يستطيعُ المرءُ أن يتألّم ويُحِبّ، يُمكنُهُ تحقيق الكثير”.
“عندما نُحبّ نرغبُ أن نتكلّمَ دائمًا مع المحبوب (…) الصلاة ليست شيئًا آخرًا”. (…) “الصلاة هي نظرةُ الحُبّ إلى الله”.

من صلواته، صلاة تسليم الذات:
“أبتِ… إنّي أسلّم لكَ ذاتي، فَافْعلْ بي ما تشاء، ومهْما فعَلْتَ بي فأنا شاكرٌ لك”.
“إنّي مستعدٌّ لكلّ شيء، واَرتضي بكل شيء”.
“ليس لي رغبة ً أخرى، يا إلهي، سوى أن تَكمُلَ إرادتُكَ فيّ وفي جميع خلائقك”.
“إنّي اَستودعُ روحي بين يديك، وأهِبُها لك يا إلهي، بكلّ ما في قلبي من الحُبّ، لأنّي أحبُّكَ، ولأنّ الحبّ يتطلّبُ منّي أن أهبَ نفسي، أن أودِعَها بين يديك، من دون مقياس، وبثقةٍ لا حدَّ لها، لأنّك أبي”.

يمكن معرفة المزيد عن القدّيس الجديد شارل دو فوكو في المراجع الآتية :
– شارل دو فوكو كتابات روحيّة (كتابات روحيّة- تأليف شارل دو فوكو) – تعريب الأب جرجس موراني.
– شارل دو فوكو رسول الأخوة الشاملة – الأب جرجس القس موسى
– إني أسلّم ذاتي – طريق الثقة مع شارل دو فوكو – المطران جان كلود بولانجه – تعريب المطران جرجس القسّ موسى
إعداد حياة فلّاح

Spread the love