من هو الصديقُ الحقيقيّ؟
أوّلاً، لا يُمكِنُ أن أحتكرَ صديقي. إمّا أن تكون الصداقةُ متبادلة، ومَبْنِيّة على المساواة وحرّيَّة كلّ الأشخاص، وإمّا لا تكون. فلن أقول: “لديّ صديق، بل نحن أصدقاء”.
أعتقدُ أنّ الصداقة لا تفترضُ أن نكونَ نسخةً طبقَ الأصل عن بعضنا، فَلِكُلٍّ هويّتُهُ الخاصّة، وهي تفترضُ مشاركةً عميقةً بالقِيَم الإنسانيّة الأساسيّة. أُشدّدُ على أنّ “الصداقةَ إمّا أن تكونَ مُتبادلةً ومبنيّةً على المساواة، أو لا تكون”، فقط هكذا تنسجمُ الصداقةُ مع كَوْنِنا خُلِقْنا هديّةً لبعضِنا البعض، فلا أبحثُ إذًا عن صديقٍ لأتغلَّبَ على عُزْلَتي أو ليكونَ لي مَن يُساندُني أو يُساعدُني على القيام بعملٍ ما…
ألصداقةُ الحقيقيّةُ أخيرًا، تلك المَتينة والمُنفَتِحة على حرّيّة الأصدقاء وحرّيّة الآخرين جميعًا، يُمكنُ أن تكونَ دافِعًا للإنطلاقِ السريعِ نحو الأخوّة الشاملة.
فرنشيسكو شاتيل