أجمل سفرة عمل
أعملُ في شركة إعلاناتٍ للأدوية، وأسافر دائمًا إلى دولٍ مختلفة. وفي أوّل تشرين الثاني الماضي، عرفنا أنّ هناك مؤتمرًا واحتفالاً في السودان، بمناسبة ذكرى عشر سنوات لإفتتاح فرع الشركة في الخرطوم. بدأنا بالتخطيط للسفر، فاهتّم أحدُ الزملاء بإجراءات الفيزا والتجهيز للمؤتمر. وقبل موعد السفر بيومَيْن، صُدِمتُ عندما عرفتُ أنّ زميلي لم يحصل على الفيزا. وهذه مشكلةٌ كبيرة، بسبب ضيق الوقت من جهة، وأهمّية المؤتمر من جهةٍ ثانية. فالإحتفال بالعشر سنوات لتأسيس هذا الفرع أمرٌ مهمّ، بخاصّةٍ أنّ مُمثّلَ الشركة شخصٌ فاعلٌ على مستوى الشرق الأوسط كلّه. وفوجئتُ مساءً بصاحب الشركة يطلبني بالهاتف ويقول: “عندنا مشكلةٌ كبيرة، ومن الضروريّ أن يسافرَ أحدٌ ليشاركَ بالحدث”.
بدأنا نفكّر في أكثر من شخص، ولكن، للأسف، الوقتُ ضيّقٌ جدًّا. وفي طريقي إلى البيت تذكّرتُ إحدى الصديقات التي تسافر دائمًا إلى السودان، فاتّصلتُ بها وسألتها عمّا يجب عمله للسفر إلى هناك، فأجابتني أنّ سفرَ السيّدات إلى شمال البلاد لا يحتاج إلى تأشيرة، أمّا إذا كان إلى الجنوب، فنعم. ونحن كنّا سنقصد الشمال. عندها بدأ الصراع في داخلي وأحسستُ أنّ الله يختبرُني. فلو قلتُ لصاحب الشركة هذه المعلومات سألتزمُ أنا بالسفر، وإنْ لم أقُلْ، ستكون المشكلة كبيرةً مع العميل. أمضيتُ طول الطريق في حيرةٍ كبيرة، أحسستُ بعدها بصوت الروح القدس يقول: “علينا أن نحبَّ حتّى آخر لحظة والربُّ سيتولّى كلّ التفاصيل”. عندها اتّصلتُ بالمدير وأخبرتُهُ الحقيقة، وأعْرَبْتُ له عن استعدادي للسفر، مع إنّي لا أملكُ تفاصيل عن الموضوع والشغل والبلد. عندما عُدتُ إلى البيت أطلعتُ زوجي على الإحتمال الكبير للسفر إلى السودان. وفي اليوم التالي حجزنا تذكرةَ السفر، لكنّنا لم نجد مكانًا في الفندق للإقامة فقلت لمديري: “لا مشكلة”. وفوجئتُ بردٍّ غريبٍ جدًّا. قال “إنّه ولأوّل مرّة، يراني بهذا الهدوء فأنا في العادة أقلقُ وأتوتّرُ من أبسط الأمور، من أين أتيتِ بهذا السلام؟”. فقلت: “من عند ربّنا، لا داعي للقلق، كلّ الأمور ستسيرُ جيّدًا”. وعندما تأكّدَتِ الرحلة اتّصلتُ بصديقتي مرّةً أخرى لأسألَها إن كانت تريدُ أمرًا من السودان، فطلبت منّي إيصالَ بعض الأغراض الضروريّة إلى راهبةٍ هناك، وعلى الرغم من ضيق الوقت مررتُ بها في طريقي إلى المطار متخطّيةً طول المسافة.
سافرت، ومن لحظة وصولي إلى المطار رافقتني العنايةُ الإلهيّة لحظةً بلحظة، إذ كان ينتظرُني أحدٌ من الفندق، كما صادفتُ إحدى الصديقات ففرحتُ بلُقْياها. ذهبت إلى الفندق لأُنهيَ بعضَ الأعمال الضروريّة، وعندما وصلت، تفاجأتُ بأنّ الأعمال في القاعة والتي كان يجب أن تبدأ من فترةٍ طويلة لم تكن بعدُ قد بدأت. دخلتُ القاعة وتعرّفتُ على المسؤول عن التجهيزات وبدأنا العمل وكانت الأمور تسير عكس ترتيبات البشر لأنّ اللهَ فيها. وأعطاني الله جوابًا على ثقتي واتّكالي على محبّته، من خلال شكرٍ كبيرٍ من عميل شركتنا في مصر، وجّههُ لي عبر الفيسبوك؛ وأفرحني هذا الأمر جدًّا. وبعد انتهاء العمل قصدتُ أصحابي وأرجأتُ عودتي يومًا وكانت أجمل سفرة عمل في حياتي.
بدأنا نفكّر في أكثر من شخص، ولكن، للأسف، الوقتُ ضيّقٌ جدًّا. وفي طريقي إلى البيت تذكّرتُ إحدى الصديقات التي تسافر دائمًا إلى السودان، فاتّصلتُ بها وسألتها عمّا يجب عمله للسفر إلى هناك، فأجابتني أنّ سفرَ السيّدات إلى شمال البلاد لا يحتاج إلى تأشيرة، أمّا إذا كان إلى الجنوب، فنعم. ونحن كنّا سنقصد الشمال. عندها بدأ الصراع في داخلي وأحسستُ أنّ الله يختبرُني. فلو قلتُ لصاحب الشركة هذه المعلومات سألتزمُ أنا بالسفر، وإنْ لم أقُلْ، ستكون المشكلة كبيرةً مع العميل. أمضيتُ طول الطريق في حيرةٍ كبيرة، أحسستُ بعدها بصوت الروح القدس يقول: “علينا أن نحبَّ حتّى آخر لحظة والربُّ سيتولّى كلّ التفاصيل”. عندها اتّصلتُ بالمدير وأخبرتُهُ الحقيقة، وأعْرَبْتُ له عن استعدادي للسفر، مع إنّي لا أملكُ تفاصيل عن الموضوع والشغل والبلد. عندما عُدتُ إلى البيت أطلعتُ زوجي على الإحتمال الكبير للسفر إلى السودان. وفي اليوم التالي حجزنا تذكرةَ السفر، لكنّنا لم نجد مكانًا في الفندق للإقامة فقلت لمديري: “لا مشكلة”. وفوجئتُ بردٍّ غريبٍ جدًّا. قال “إنّه ولأوّل مرّة، يراني بهذا الهدوء فأنا في العادة أقلقُ وأتوتّرُ من أبسط الأمور، من أين أتيتِ بهذا السلام؟”. فقلت: “من عند ربّنا، لا داعي للقلق، كلّ الأمور ستسيرُ جيّدًا”. وعندما تأكّدَتِ الرحلة اتّصلتُ بصديقتي مرّةً أخرى لأسألَها إن كانت تريدُ أمرًا من السودان، فطلبت منّي إيصالَ بعض الأغراض الضروريّة إلى راهبةٍ هناك، وعلى الرغم من ضيق الوقت مررتُ بها في طريقي إلى المطار متخطّيةً طول المسافة.
سافرت، ومن لحظة وصولي إلى المطار رافقتني العنايةُ الإلهيّة لحظةً بلحظة، إذ كان ينتظرُني أحدٌ من الفندق، كما صادفتُ إحدى الصديقات ففرحتُ بلُقْياها. ذهبت إلى الفندق لأُنهيَ بعضَ الأعمال الضروريّة، وعندما وصلت، تفاجأتُ بأنّ الأعمال في القاعة والتي كان يجب أن تبدأ من فترةٍ طويلة لم تكن بعدُ قد بدأت. دخلتُ القاعة وتعرّفتُ على المسؤول عن التجهيزات وبدأنا العمل وكانت الأمور تسير عكس ترتيبات البشر لأنّ اللهَ فيها. وأعطاني الله جوابًا على ثقتي واتّكالي على محبّته، من خلال شكرٍ كبيرٍ من عميل شركتنا في مصر، وجّههُ لي عبر الفيسبوك؛ وأفرحني هذا الأمر جدًّا. وبعد انتهاء العمل قصدتُ أصحابي وأرجأتُ عودتي يومًا وكانت أجمل سفرة عمل في حياتي.
نجاة حنّا