إبدأ من جديد
ذاتَ يومِ قرّرَ صديقانِ القيامَ بِمغامرةٍ في الجبالِ، وكانَ هدفُهُما بلوغَ القِمّةِ. فسارا معًا في طريقٍ واحدة، وتسلقا الصّخورَ برويّةٍ وانتباه. كانتِ الطريقُ وعرةً جدًّا، وكانت تزدادُ صعوبةً معَ تقدّمِهِما. تساءلا: هل هذا هو الطريقُ الصحيحُ للوصولِ إلى القمّة؟
بدأ شكُّهُما يزدادُ كلّما ازدادت وعورة الطريقِ، حتّى انتهى بهِما المطافُ بطريقٍ مقطوعةٍ بصخرةٍ كبيرةٍ منعَت تقدّمهما. حاولا عبثًا نزعَ الصخرة من أمامهما لكنّ جميع المحاولات باءت بالفشل.
بدأ شكُّهُما يزدادُ كلّما ازدادت وعورة الطريقِ، حتّى انتهى بهِما المطافُ بطريقٍ مقطوعةٍ بصخرةٍ كبيرةٍ منعَت تقدّمهما. حاولا عبثًا نزعَ الصخرة من أمامهما لكنّ جميع المحاولات باءت بالفشل.
إقترحَ أحدُهما العودةَ للبدءِ من جديدٍ واختيارِ وجهةٍ أخرى، أمّا الثاني ففضّل مواجهةَ الصعاب حتّى النهاية، ورفض فكرةَ البدء من جديد.
بعد سجالٍ طويلٍ بينهما، قرّرا أن يَفترِقا على أمل اللقاءِ عندَ القمّة. فعاد الصديقُ الأوّل إلى نقطةِ البداية، وانطلقَ من جديد، سالكًا طريقًا آخر. أمّا الصديق الذي أصرَّ على البقاء فقد حاولَ بعنادٍ وإصرارٍ شديدَيْن أن يُدحرِجَ تلك الصخرة، لكنّه فشل بذلك.
بعد سجالٍ طويلٍ بينهما، قرّرا أن يَفترِقا على أمل اللقاءِ عندَ القمّة. فعاد الصديقُ الأوّل إلى نقطةِ البداية، وانطلقَ من جديد، سالكًا طريقًا آخر. أمّا الصديق الذي أصرَّ على البقاء فقد حاولَ بعنادٍ وإصرارٍ شديدَيْن أن يُدحرِجَ تلك الصخرة، لكنّه فشل بذلك.
قرّر أخيرًا أن يتسلّق فوقَها فيجتازَها. وبعد جهدٍ جهيدٍ تمكّن من اجتيازها والوصول إلى الجهة الأخرى، حيثُ صُدمَ بنهايةِ الطريق، لم يبقَ أمامَه سوى الهاوية. أمّا صديقه الذي اختار طريقًا آخر فقد وصلَ بسهولةٍ إلى القمّة.
هكذا هي طرقُنا في الحياة، ربّما قد يضعُ اللهُ أمامَنا بعض العقبات لكي يحذّرنا بأنّنا نسير في طريقٍ خاطئة، فيجب أن نثقَ بحكمتِهِ وتدبيرِهِ، ونتخلّى عن كبريائِنا كي نسيرَ في الطريقِ الصحيح. فلا تخف أن تبدأ من جديدٍ لأنّ ذلك خيرٌ لك من أن تسلُكَ الطريقَ الخاطىء.
هلا الياس قسطنطين