البابا فرنسيس وإمام الأزهر
العودة إلى الحوار وتعزيز المعرفة والتربية: مفتاح للمستقبل
حمل لقاء البابا فرنسيس مع إمام الأزهر، الشيخ أحمد محمّد الطيّب، معانٍ كثيرةٍ ومهمّة، في إطار الحوار بين الكنيسة الكاثوليكيّة والإسلام، وإرادة العودة إلى الحوار، بعد تجميده منذ سنة ۲٠۱۱.
وصل إلى الفاتيكان إمام الأزهر فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيّب، يرافقه وفدٌ رفيع المستوى ضَمَّ كبار المسؤولين في جامعة الأزهر في القاهرة. وكان في استقبالهم رئيس المجلس البابويّ للحوار بين الأديان، الكاردينال جان لوي توران وأمين المجلس المذكور، المطران كيكسوت.
تناول الجانبان مسألة الإلتزام المشترك لِمَسؤولي الديانات الكبرى ومُؤمِنيهم، لصالح السلام في العالم، ونَبْذِ العنف والإرهاب، فضلاً عن أوضاع المسيحيّين في إطار الصراعات والتوتّرات في الشرق الأوسط خاصّة، ومسألة حِمياتِهِم. كما أنّه كان للإمام محمّد الطيّب بعد لقائه مع قداسة البابا، مقابلةً خاصّةً مع الكاردينال توران.
إليكم مضمون الحديث الذي أُجْرِيَ مع الكاردينال في ختام المقابلة مع قداسة البابا. قال الكاردينال: “إنّ اللقاءَ كان ودِّيًّا للغاية”، وأضاف: “لم يتكلّم الطرفان عن الماضي بل عن الحاضر والمستقبل. هناك رغبةٌ شديدةٌ لدى نظيرنا باستئناف الحوار وإحياء اللجنة التي أُسِّسَتْ سنة ۱۹۹٨. لذا أعتقد أنّ الإتّصالات ستتكثّف في ما بيننا، وأعترف أنّني لم أكن أتوقّع كلَّ ذلك!
• تكلّمتم عن إلتزام المسؤولين والمؤمنين في الديانات الكبرى تجاه بناء السلام في العالم…
– بكلّ تأكيد! تكلّمنا بكلّ ما هو مشتركٌ بيننا، مُدْرِكينَ أنّ لقاءنا يحملُ رسالةً للمسلمين والمسيحيّين، بخاصّةٍ في منطقة الشرق الأوسط.

• هل هناك خطرٌ بأن تتدهور العلاقات بين الأديان بسبب العنف المُمارَس من قِبَلِ ما يُسمّى بالدولة الإسلاميّة ومن قبل التطرّف الإسلاميّ؟
– أوّل ما يجب مداواتُهُ هو الجهل. الكثيرُ من المسيحيّين يخافون من المسلمين، لكنّهم لم يَلْتَقوهم قطّ، ولم يفتحوا أبدًا كتاب القرآن. هذا ينطبق أيضًا على المسلمين الذين لم يتعرّفوا على الإنجيل. يدعو أيضًا هذا الواقع كلّ المؤمنين ليكونوا أكثر أمانةً لديانتهم.

• ماذا تغيّر في العلاقة بين الديانَتَيْن المسيحيّة والإسلاميّة، خلال السنوات الأخيرة؟
– لقد أضعف الإرهاب بشكلٍ واضحٍ جهودَنا بالنسبة إلى الحوار. هذا لا مجال للشكّ فيه. ولكن، من ناحيةٍ أخرى أعتقد أنّه قد أدرك الجميعُ أهمّيّة الثقافة والتربية، بخاصّةٍ في هذا المجال. وربّما هذا هو المفتاح من أجل المستقبل.

• هل من رسالةٍ تُوَجّهُها للأزهر وسائر الجماعات التي تنشىءُ الأئمّة في العالم الإسلاميّ؟
– ضروريٌّ وأساسيٌّ أن تتّحِدَ النوايا الحسنة لدى جميع المؤمنين، لتحصين مجتمعاتهم ضدّ دخول العنف فيها وفي جميع ميادين الحياة، ولِيُدْرِك الجميع أنّنا لن نَسْعَدَ إلاّ مع بعضنا كما أنّه لن نَسْعَدَ أبدًا إن كنّا ضدَّ بعضنا.

• ماذا ترجو للمستقبل ؟
– رجائي أن تتغلّب الإرادة والفكر السليم على العنف والإرهاب!

وفي الختام ما قاله إمام الأزهر: “أودُّ أن أستغلَّ فرصة وجودي في هذا المكان العريق بالنسبة إلى الكاثوليك، وهو حاضرة الفاتيكان، حتّى أوجّه نداءً إلى العالم أجمع بأن يرصّوا الصفوف ويتّحدوا من أجل مواجهة الإرهاب ويضعوا حدًّا له، وبحسب رأيي نحن نهمل الإرهاب!”.

المدينة الجديدة

Spread the love