نحن وقداسة كيارا
خلال حفل مهيب،أُقيمَ في كاتدرائيّة مار بطرس، في العاشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، إختَتَم أسقف “فراسكاتي” المرحلة الأبرشيّة لدعوى تطويب كيارا لوبيك، مؤسِّسة الفوكولاري (1920- 2008).
تمّ جمع الوثائق والشهادات حول حياتها وقُدِّمَ ملفُّ الدعوى إلى الفاتيكان الذي سيُدقّق في فضائل كياراالبطوليّة. وعند التأكّد من حصول معجزةٍ بشفاعتها، سيُطلَبُ من قداسة البابا إعلان طوباويّتها.
يقول “فالدري هيلغمان” الذي ساهم في تحضير ملفّ الدعوى: بينما كنت أقرأ كلّ الوثائق والشهادات، أدركت أكثر فأكثر أنّ ما كنّا نراه من الخارج في حياة كيارا، كانت تعيشه أيضًا بالعمق وبالكامل في حياتها الشخصيّة؛ ففي الخيارات المهمّة كما في الأعمال اليوميّة البسيطة، في النزهات العاديّة كما في اللقاءات العامّة، كانت كيارا دائمًا في حضرة المسيح. قداستُها قداسةُ الحياة اليوميّة، قداسةٌ “حديثة” لا تخصّها هي وحدها، بل تشمل أكبر عددٍ من الأشخاص. إنّها القداسة الجماعيّة التي حاولت حتّى آخر لحظة أن تُحقّقَها من خلال كاريزما صلاة يسوع: “ليكونوا بأجمعهم واحدًا”، كاريزما الوحدة.
” إن اتّحدنا كان يسوع بيننا. هو وحده ذو قيمة. إنّه أكثر قيمةٍ من أيّ كنزٍ آخر قد يمتلكُهُ قلبُنا : أكثر من الأمّ، ومن الأب، ومن الإخوة ومن الأبناء (…) هذه الساعة أيضًا هي ساعته: ليست ساعة قدّيس، بل ساعته هو بالذات، هو الذي بيننا، حيٌّ فينا، فنؤلّف نحن”جسده المقدّس”، في وحدةٍ أساسها الحُبّ.
” لنعِشْ إذًا الحياة التي أعطانا إيّاها لحظةً بعد لحظة، في المحبّة. إنّ المحبّة الأخويّة هي وصيّةٌ أساسيّة. لا قيمة لما نقوم به إن لم يكن تعبيرًا عن حبٍّ نكنُّهُ لإخوتنا، لأنّ اللهَ آبٌ ولا مكانٌ في قلبه سوى لأبنائه” (كيارا لوبيك)
أمّا “خيسوس موران” الرئيس المشارك لجماعة الفوكولاري فيشدّد على أنّنا لا ننتظر من إعلان قداسة كيارا شهرةً للحركة أو اعتبارًا أكبر. ما يهمّنا هو أن يصلَ النور الذي أعطتنا إيّاه إلى كثيرين ويُنيرَ حياتهم.

إعداد حياة فلاّح

Spread the love