نتشاجر فندخل في أزمة
زوجتي وأنا نُحبُّ بعضنا جدًّا، ولكنّنا نتشاجر أحيانًا، بالرغم من أنّنا لا نريدُ ذلك، فندخل في أزمة. بماذا تنصحنا لتساعدنا؟
في البدء، خلق اللهُ الرجل والمرأة ليكونا عطيّةً الواحد للآخر. من المنطقيّ أن يكون باستطاعة الثنائيّ أن يقومَ بأعمالٍ تفوقُ قدرةَ شخصٍ بمفرده. ولكن، لا يعني ذلك أنّ الأمر سهل، فالرجل والمرأة مختلفان… لن أدخُلَ هنا في عمق هذا الإختلاف، بل سأتطرَّأ إلى أمورٍ عمليّة، عاديّة، تحصل بين الأزواج.
من طبع المرأة أنّها تلاحظ مثلاً كلَّ شيء وكلَّ التفاصيل، والرجال يعرفون ذلك! بعد شهرٍ من الزواج، تكتشف المرأة كلَّ الأخطاء في تصرُّفاتِ زوجِها فتتكلّم عنها، وأحيانًا تُوبّخُه عليها، فيشعر الرجُل وكأنّها تريدُ السيطرة عليه… والمرأةُ من ناحيَتِها يُمكن أن تقولَ إنّه رجلٌ غيرُ حسّاسٍ أو سطحيّ، والإثنان على حقّ، لكنّ هذا لا يعني أنّهما لا يُحبّان بعضهما!
لآ أحد يريد أن يفشلَ في الحُبّ أو في العلاقة مع الآخر، لكنّنا نعرفُ أنّ هناك تحدّياتٍ في عَيْشِنا مع بعضنا البعض. وعندما ندخل في أزمة، يُمكنُ أن نشعرَ برغبة تَرْكِ الآخر، لا لأنّنا لا نُحبُّه بل لأنّنا بشر، وهذا يحصل، لا في العلاقة بين الأزواج وحسب، بل في أماكن العمل أيضًا؛ يشعرُ الشخصُ أحيانًا بالضغط أو القلق المتواصِلَيْن في عمله، فيرغب في ترك هذا العمل…
يجب ألّا نخاف من الشجارات في ما بيننا!
يقول البابا فرنسيس إنّ عائلةً لا شِجارَ فيها عائلةٌ لا حُبًّا كافيًا فيها! المهمّ هو أن نعرف كيف نتشاجر وبالطريقة الصحّ. ليس الغلطُ في أن نتشاجَر، بل في أن نعيشَ اللاّمبالاة. في اللاّمبالاة لا يُهمُّني زوجي أو لا تُهمّني زوجتي! عندما يتشاجر الزوجان، غالبًا ما يدلُّ ذلك إنّهما يريدان علاقةً أقوى ووحدةً أكبر بينهما.
ماذا نفعل إذًا عند الدخول في أزمة؟
في الأزمات، نوعان من ردّات الفعل. في ردّة الفعل القاسية أقول “أنا عندي صعوبةٌ معك، سأُنهي الحوار، لن أقولَ شيئًا بعد الآن. الأمرُ لا يَهُمُّني!” وهذا غلطٌ بالطبع، لأنّ العلاقة هي قبلَ كلّ شيء أن يُهمَّني الآخَر، أن أسْتَقْبِلَهُ ويَسْتَقبِلَني… هناك ردّةُ فِعْلٍ أخرى تَحْدُثُ في أغلب الأحيان وهي أن يُغرَمَ الزوجُ بامرأةٍ أخرى والزوجةُ برَجُلٍ آخَر. وهذا لا يعني أيضًا أنّ الحياة الزوجيّة قد انهارت. أمورٌ كهذه قد تحصل. ولكن، إن تعلّمتُ أن أُسَيْطِرَ على مشاعري وعواطفي وكنتُ سيّدًا عليها، سأسْتَخْدِمُ هذه المشاعر وأُحَوِّلُها إلى شريك حياتي!
المهمّ هو الحبّ والمحبّة. الحبّ والمحبّة هما أيضًا مسامحة. سامِحا بعضكما، إحْتَمِلا بعضكما. يتكلّم البابا فرنسيس عن الحُبّ الذي هو رحمة، وهذه حقيقةٌ عميقة. يقول الشاعر الإسبانيّ فِرْنَنْدُو ريغو: “الكائن البشريّ إنسانٌ محدودٌ ومنفتحٌ إلى اللاّنهاية”.
أن أُحِبَّ شريكَ حياتي بالرغم من محدوديَّتِه وضعفِه هو أهمّ شيءٍ يُمكنُ أن يحصُل، أعظمُ شيءٍ ممكنٌ أن يحصُلَ لنا ولزواجنا.
إتزيو أتشيتي
Spread the love