مريم

لِنَذهَبْ ليسوع عن طريق مريم. لِنَتَعَلَّمْ أن نَلجأ إليها كما نلجأ إلى أمٍّ حنونة، أو إلى قائدٍ قدير، أو إلى محامٍ بارع. إليها نستطيعُ أن نبوحَ بمَصاعبنا بحرِّيّة. مريم هي أمُّ الجميع وأمُّ كلِّ واحدٍ مِنّا. إنّها تقفُ بِقُرْبِنا لأنّ القدير ق اختارها منذُ الأزل حتّى تَنْقُلَ لِلْبَشَر نِعَمَهُ.

لقد سَلَّمَتِ العذراءُ ذاتَها للمغامَرَةِ الإلهيّة، وبِفَضْلِ “النَعَم” التي قالتها، أتى اللهُ إلى العالم، وانْفَتَحَ لنا بابُ السماء. كيف أعيشُ مريم؟ كيف أجعلُ حياتي جميلةً وجذّابةً كَحَياتِها؟ عليَّ أن أقولَ “نَعَم” لِمَشيئَةِ اللهِ في حياتي، وأُسكِّتَ فِيَّ ما هو بشريٌّ، وأترُكَ روحَ الله يتكلّمُ على صَمْتي.

أَعْرِفُ يا ربّ، أنّ كثيرًا من الآلام لا تزالُ تَنْتَظِرُني. ولكنْ، دَعْني أراكَ وأسمعَ صوتَكَ من خلف حجابِ الصليب. أنا أعرفُ أنّ هذا الصليبَ يَحْمِلُ إلهًا، وأعرفُ أنّه ما مِنْ فراغٍ، مهما كان عميقًا، إلاّ وتَمْلأهُ بحضورِكَ. عَلِّمْني أن أخسَرَ كلَّ شيء، كما خَسِرَتْ مريم، الأمُّ الحزينة والواقِفَة عند أقدام الصليب، وعَلِّمْني أن أحيا مَشيئَةَ الله بِمِلْئِها، في اللحظة الحاضرة، لتكونَ أنتَ فِيَّ، أنتَ يا أيّها الطريق والحقّ والحياة.

                                                                                                                                                                                              كيارا لوبيك

For-web-Chiara

Spread the love