ما فائدة علم اللاهوت
ما فائدة علم اللاهوت؟ ألا يكفي أن نؤمن ونحبّ؟ لماذا نعقّد الأمور؟

مَن يحبّ يرغب أن يعرفَ الشخص المحبوب في العمق. هكذا هو الحُبّ. مَنْ يُحبّ يريد أن يعرفَ حبيبَهُ في كلّ التفاصيل وأدقِّها ويهتمَّ بكلّ ما يَخُصُّه.
مَنْ يُحبّ الله يرغب أن يعرفَ الله. يقول القدّيس غريغوريوس الكبير “الحُبّ هو في حدّ ذاته معرفة”. لا يمكن أن نعرفَ الله إنْ لم نُحبّه. عندما نحبّ نريد أن “نفهم” قدَر الإمكان الشخص الذي نحبّه. واللاهوت هو الإيمان الذي يحاول أن “يفهم”.
يقول يوحنّا في أوّل إنجيله (١، ١٨): “الله لم يرَه أحدٌ قطّ. الاِبنُ الوحيد الذي هو في حضن الآب هو الذي أخبرَ عنه”.
عاش يسوع على الأرض منذ ألفَيْ سنة، وُلِد ضمن شعب إسرائيل، تكلّم الآراميّة ووصلَتْنا تعاليمُهُ في “العهد الجديد” الذي كُتِب باليونانيّة. لذا من الضروريّ أن يكون هناك أشخاصٌ يدرسون السياق التاريخيّ لهذه الحقبة ويملكون اللُّغَتَيْن.
بشكلٍ عام، يمكن القول إنّه بما يخصّ الأمور الإلهيّة لا يمكن الإتّكال على الحَدْس ولا على المشاعر، خاصّةً أنّها تختفي عاجلًا أم ٱجلًا (…).
أعطانا الله الذكاء كي نُحبَّه من كلّ عقلنا أيضًا، ونتمكّنَ على نور العقل والإيمان أن نفهمَ كَيْنونَتَه ومقاصدَه وإرادتَه. عِلْمُ اللاهوت يساعدنا في ذلك، ويعطينا القدرة على تأكيد ما نؤمن به و تبرير ما نفعله.
قد تخيفنا دراسة اللاهوت إذ يمكنها أن تهزَّ أساساتِ بيتِنا فندخُلَ في أزمة، لكنّها أزمةٌ مفيدةٌ وضروريّة، كي نكتسبَ إيمانًا أكثر نُضجًا ورشدًا.
مِنْ كتاب “الإيمان بالحب”

ميشال فاندلين

دكتور في اللاهوت مجاز في علم النفس

Spread the love