كان يا ما كان
لأوّل مرّة ننشر نصًّا في العاميّة لكنّنا أردنا أن نحافظ عليه وننقله إلبكم كما ورد لبريد مجلّة المدينة الجديدة

“كان يا ما كان، مش من زمان، بصيف ۲٠٠٦ . كانت الحرب بذروتها بلبنان.
ولكن النزوح مغامرة، أبعادها مجهولة.
والمشيئة الإلهيّة وحدها أرادت إنّو “صَيِّف” مع إختي وعيلتها ب مركز للفكولاري بعين عار.
أهلي وإخواتي ضلّوا بالجنوب، وعانوا مثل كثير غيرن من الخوف والقصف، مسلّحين بالإيمان، مسلّمين أمرن للرحمن، اللي ما ممكن يغيّر اللي كاتبو إنسان.
وبهالمركز اللي تجلّت فيه أروع صور للتعايش المشترك، عشت هالخبريّة كلّها معجونة باختبار الوحدة ونكران الذات. صادفت أحداثها عصر يوم جمعة. ومن بعد اتّصالي بأهلي اللي كانو بعاد عنّا، بس بالجغرافيا، قرّروا ما يتركوا الضيعة خايفين من صاروخ بربري ظالم لأنّو العدوان هدفه الأوّل الإنسان بلبنان وآخر همّه جنود أو بنيان.
أكيد، تأثّرت كثير. بس ربّنا سبحانه وتعالى اللي ما بيترك حدا منّا، أراد لإلنا نعيش هالإختبار. مع ريما بدْيت الخبريّة واكتملت مع جيلبرت، لأنّو يومها دموع الشوق والخوف والقلق والألم اللي لفّوا بالعتمة البصر نزلوا من عيونها. بلحظتها اكتشفت معنى جديد للأخوّة والإنسانيّة، وعرفت سرّ جديد من أسرار المحبّة الإلهيّة، وكيف أنا المسلمة بصير أنتَ المسيحيّ وأنتَ بتصير أنا، وكيف أنا وأنتَ منصير نحنا كلّنا، وعرفت أكثر كيف بتتوحّد العيلة وتأكّدت إنّو إختبار العيش المشترك بيخلّي لغتنا واحدة.
وحتّى كمّل الخبريّة، لازم قول إنّها صارت يوم ميلاد النور ب۱۱ آب يوم عيد؛ عيد كيارا اللي تألّمت لآلام الناس وكرّست نفسها لمساعدة الإنسانيّة، باللحظة اللي انبعثت من قلبها بذرة المحبّة من جديد.
ويمكن كون التقطت الإشارة اللي خصّتني فيها العناية الإلهيّة، بعد توهّج النور يوم ميلاد النور. وقدّرت الدعوة اللي كيارا لوبيك وجّهتها. فشرف كبير لإلي إذا بقدر كون ولو فانوس صغير بهالحركة النورانيّة ونقطة صغيرة كثير، ببحرها اللي منّو منتناول يوميّا زبدة المحبّة الحقيقيّة. فان شاء الله شعلة المحبّة كلّها اللي انبعثت من قلب كيارا ونورّت كثير قلوب، قلوب كتار منّا، بطال نورها قلوب مصرّة بالعتمة تضلّها، وهيك منعلى ومنرتفع كلّنا ببركة الأنبياء والرسل والقدّيسين والأئمّة والأولياء من سابع أرض لسابع سما، قربان مقدّس لخالق البشرية الله”.

                                                                                                                                                                                               منى جواد

Spread the love