قلْ لا للعنصريّة

إسمي جرماين، وعمري ٢٦ سنة، أنا امرأةٌ برازيليّة، سوداء، أدرس في كلّيّة التدريب على النطق، وأنا في السنة الأخيرة.
البرازيل بلدٌ غنيٌّ بالموارد الطبيعيّة، لكنّه يفتقر إلى العدالة الإجتماعيّة. يعود السبب إلى إستعمار البرتغاليين للبلاد، والذين وصلوا إلى البرازيل عام ١٥٠٠م.، ولم يقفوا أبدًا إلى جانب مَن كانوا في السابق عبيدًا، وهذا واقعٌ نلمسُهُ اليوم في بيئات المجتمع “الملوّنة” المختلفة. فالإمتيازات محصورةٌ بالبيئة ذات الأكثريّة البيضاء حيث يجدُ أصحابُ البشرة السوداء أنفسهم من التَبَعِيّين.
لأنّي سوداء، وأتمتّعُ باِمتيازٍ خاصٍّ في هذه البيئة، بادَرْتُ مع زملاءٍ لي من الكلّيّة إلى تأسيس مجموعةٍ تهتمُّ بصحّةِ السكّان السود، اسمُها “الإتّحاد العلميّ حول صحّة السكّان السود”.
تضمّ جامعتي الوطنيّة بعض الإختصاصات في عالم الصحّة كالطبّ، علاج النطق، العلاج الفيزيائيّ، والتمريض. شعرتُ بوجوب تأمين موادٍ تعليميّة تطالُ الوضعَ الإجتماعيّ الذي يُؤثّرُ على الصحّة، بخاصّةٍ صحّة الأشخاص السود.
أظهرت الدراسات أنّ الإثنيّة والعرق البشريّ لهما تأثيرٌ مباشرٌ على الصحّة المدرسيّة والنفسيّة، وأنّ المرض يصيبُ المجموعات الفقيرة والأقلّيات، ويُسبّب أزماتٍ صحيّةٍ حادّة، لا بل الموت أيضًا، وهذا واقعٌ من الممكن تفاديه.
العملُ شاقّ، لكنّ السعيَ كي تُصبحَ حياةُ الأشخاص ذوي البشرة السوداء حياةً سليمةً ومليئةً بالأمل، يُحفّزُني ويُعطيني القوّة بالذهاب قُدُمًا.

إسمي لويس فيليبّي دي سوزا معلوف، عمري ۳٠ سنة، متزوّج، أعملُ كحارس إنقاذٍ وأستاذٍ للرياضة. إذا تكلّمنا عن العنصريّة في البرازيل نجدُ جدلًا دائمًا حول الموضوع، فمِنهُم مَن يؤكّد أنّها موجودة ومنهم من يعترض.
أنا كشخصٍ أسوَد أؤكّدُ أنّها حاضرة بشكلٍ دائمٍ في مجتمعاتنا. منذ ولادتي تَبَنَّتْني عائلةٌ “بيضاء”، وكنتُ “الأسوَدَ” الوحيد في العائلة. مع العائلة، لم أشعر يومًا بأيِّ فرقٍ أو عنصريّة. أمّا في المدرسة مثلاً، فكان الأولادُ يقولون “لماذا اسْوَّدَ الجوُّ فجأة”، أو “كيف تكونُ أسوَدَ وأمُّكَ بيضاء”! و”لماذا شعرُكَ هكذا”!، حتّى إذا تنقّلت بين الناس كانوا يبتعدون عنّي أو ينظرون إليّ بفَوْقِيّة.
تُمارسُ العنصريّة من الشخص الأبيض تُجاهَ الأسوَد، وليس العكس، لأنّه منذ الدهور كان الأسوَدُ خاضعًا للأبيض.
لمعالجة العنصريّة في العالم، على الأبيض أن يُعطيَ الأسوَدَ فرصةً كي يَبْنِيا معًا مجتمعًا أكثر عدالة.
البرازيل بلدٌ عنصريّ. إليكم بعض أنواع العنصريّة:
عنصريّةٌ ثقافيّة: من العنصريّ أن نعتبرَ ثقافةً معيّنةً أهمّ من أخرى، وهذا يظهر من خلال العقائد، الموسيقى، الديانات، اللغات، وكل ما يتعلّق بالثقافة.
عنصريّةُ التواصل الإجتماعيّ: هو تصوّرٌ مُسبقٌ يعتبرُ أنّ العرقَ ليس بيولوجيًّا بل يأتي من مجموعةٍ عرقيّةٍ أو ثقافيّة.
عنصريّةٌ بيئيّة: تُستعمَلُ ضدَّ الطبيعة، أمّنا الأرض، وتضربُ مجموعاتٍ ومجتمعات.
عنصريّةٌ فرديّة: تُخلَقُ من المواقف والإجتماعات والأفكار الشخصيّة بما في ذلك الصور النمطيّة.
عنصريّةُ المؤسّسات: تُظهرُ الأرقامُ والإحصاءات أنّه في كثيرٍ من المؤسّسات يُهمَّش السود، خلال الإنتخابات البلديّة مثلاً، نسبة السود ١١،٢٩ مقابل ٨٨،٧١ % للبيض.
عنصريّةٌ أوّليّة: لا مبرّرَ لها وهي تظهرُ تلقائيًّا نفسيًّا أو عاطفيًّا.
المعركة ضد العنصريّة يوميّة: “قلْ لا للعنصريّة وقُمْ بإبلاغ السلطات”.

المدينة الجديدة

Spread the love