علاقاتٌ يغلّفها الحبّ
من واجبنا الحفاظ على كلّ ما يحيط بنا. فكلّ المخلوقات هديّةٌ ثمينةٌ عُهدت إلى رعاية الإنسان. لكن اسمحوا لي أن أتوقّف عند معضلة مهمّة، ألا وهي العناية بالطبيعة والحيوانات، وتعزيز خدمات النظام البيئيّ وحماية التنوّع البيولوجيّ، ولكن من دون إهمال واجباتنا تجاه أخينا الإنسان.
مع الأسف، هناك انخفاضٌ ملحوظٌ في احترام كرامة الإنسان، لا سيّما في المواقف التي يحتاج فيها الناس إلى المزيد من الرعاية من قِبلنا. هناك صعوباتٌ جمّة تتحدّى الأهل في تربية أطفالهم، وهناك إلتزاماتٌ مُحقّة في تقديم الرعاية لكبار السنّ. قد نميلُ إلى التخلّي عن فكرة إنجاب الأطفال أو نجدُ أعذارًا لنُهمِلَ تَربيَتَهم. أمّا كبارُنا، فمن مصلحتِنا نسيانهم وإيجاد سبيلٍ للتخلّص من عبئهم الثقيل علينا ومن مسؤوليّاتنا تجاههم. فبالمقارنة مع العلاقات الإنسانيّة، من البديهيّ أن تكون رعاية الحيوانات سهلة نسبيًّا! لا تشكو الحيوانات عمومًا عندما تُعامَل بتجاهل، ولا تتذمَّر من أيّ تصرّفٍ لصاحبها، لكنّها تستمرّ في الإعتماد على أيّ حُبٍّ يقدّمُه لها البشر. فلا نفاذُ صبرٍ ولا معاكسةٌ في الآراء، ولا مشاكسةٌ وعسرٌ في المعاملة، فالحيوانات تسعى وراء احتياجاتها، ونحن نتوقّع ردّات فعلها.
من الجميل أن نعتنيَ بالحيوانات وسائر المخلوقات، لكن ليس علينا أن نستخدمَها لملء مكانٍ في قلوبنا من المفترض أن تملأهُ علاقاتُنا بالبشر. إنّ الحبَّ لا يبحث عن الطريق السهل، ولكنّه يجد أسمى معانيه حينما يقود صاحبه للتضحية وبذل الذات من أجل شخصٍ آخرٍ بجانبه. فمَن مِنّا لا يستجدي الحبّ من عائلته وأصدقائه ومعارفه؟
ريما السيقلي
Spread the love