صوتان وقلبٌ واحد

أريد أن أعرفَ أكثر عن العلاقة الزوجيّة. كيف تعمل؟ كيف تتفاعل؟ لماذا لا يشارك الأزواج، إلّا نادرًا جدًّا، بخبرتهم كثنائيّ؟

لقد اعتدْنا أن يتكلّم الأزواج عن خبراتهم في مواجهة صعاب الحياة العائليّة أو غيرها، ونادرًا ما يتكلّمون عن علاقتهم الزوجيّة، لأنّه في الواقع ليس من السهل أن تلتقيَ حقيقةُ كلِّ واحدٍ بحقيقة الآخر، وتُثمِران حقيقةً واحدة. يتطلّب ذلك أن تسقُطَ حواجز الإدانة والأفكار المسبقة والكبرياء والرغبة بإعطاء صورةٍ جميلةٍ عن الذات وإعادة النظر في الآراء.
ما يقوله الزوج أو الزوجة عن ذاته، عن الآخر وعن علاقتهما، يُحدثُ بكلّ تأكيدٍ صدى في داخلهما، فيكبر التعاطف والتناغم بينهما وتتعمّق العلاقة. حبّذا لو يُخصِّصُ الزوجان وقتًا كلّ أسبوع، أسبوعين أو أكثر، للتحدّث عن حياتهما كثنائيّ، أي صوتان وقلبٌ واحد!
إذا شارك الزوجان بخبْرتهما كثنائيّ، يستطيع مَنْ يستمعُ إليهما أن يقارن بين فكرته عن العلاقة الزوجيّة ونموذجًا جديدًا، ممّا يساعده على توضيح بعض المفاهيم، والمفاهيم المسبقة، حول علاقة الحبّ التي تَشوبُها إلتباساتٌ عدّة، تؤثّر سلبًا على التطوّر العاطفيّ بخاصّةٍ لدى الشباب والشابّات.
علينا ألّا ننسى أنّه من الطبيعيّ أن يُركّزَ الزوج عل بعض الجوانب، والزوجة على جوانب أخرى. لا ينبغي مَحوَ الفروقات بل تقدير الطريقة التي يرى كلُّ واحدٍ منهما الأمور ويعيشها.
من المهمّ جدًّا أن يحافظ الزوجان على المبادئ التي بنوا عليها علاقتهما، إحترامًا لقُدْسِيّة وحَميميّة هذه العلاقة. كما أنّه لا يجب أن نجعلَ من الثنائيّ الذي يخبرنا عن علاقته نموذجًا ينبغي أن نطبّقَه، بل نَسْتخْلص منه ما يناسب قصّتنا الشخصيّة.
وأخيرًا، لنُدركْ أنّه في كل مرّةٍ يعطي ثنائيٌّ خبرته، إنّه يقدّمُ شيئًا ثمينًا، ونادرًا ما تُعرفُ ثمارُه.

أنطونيلا ريتاكو

معالجة نفسيّة ومستشارة للعلاقات الزوجيّة

 

Spread the love