سمات الرجولة والأنوثة
في بعض الأحيان تتطوّر السمات الفطريّة للرجولة والأنوثة بطريقةٍ مشوّهة. كيف يمكن استعادة الإنسجام الأصليّ؟

تزدهر وتنضج الرجولة والأنوثة في اللقاء بين الرجل والمرأة. لذا هناك حاجة إلى التربية الجنسيّة كي نكون قادرين على التلاقي وإثراء بعضنا باختلافنا. إنّ اللقاء مع الجنس الآخر له تأثيرٌ تعليميّ، ولكنّه أيضًا “تصحيحيّ”. هذا لأنّه يمكن أن تأخذ سمات الرجولة والأنوثة حجمًا مفرطاً أو مضخّمًا، فتتطوّر هذه السمات بطريقةٍ مشوّهة، فلا تعود تساعد الآخر على تطوير ذاته، بل العكس. وبالتالي لا تخلق الشركة. توجد الجذور العميقة لذلك في الخطيئة الأصليّة التي جرحت البعد الجنسيّ والعلاقة بين الجنسين.
على سبيل المثال، إنّ قوّة الرجُل هي هبةٌ تدعوه للحماية والنفوذ من أجل خدمة الآخرين، لكن يمكنُها أن تتحوّلَ إلى فرض الذات والهيمنة، أو التسلّط الأبويّ… من ناحيةٍ أخرى، إنّ القدرة على الترحيب لدى المرأة هي هبةٌ قادرةٌ على إبراز وتنمية هويّة الآخر، لكن يمكنُها بالتالي أن تؤدّي إلى إلغاء الآخر.
يمكن إذًا أن تصبح الرجولة المفرطة فرديّةً وعدوانيّة، وأن تصبح الأنوثة متلاعبة وغير مستقرّة، وقابلة للتأثّر المفرط. فبدل أن يدعم ويطوّر الرجال والنساء شخصيّة بعضهم البعض من خلال علاقتهم، تراهم يسحقونها.
للشفاء من هذا التشوّه، هناك حاجةٌ إلى النعمة. في الواقع وحده الفداء يستطيع تطهير وشفاء وتجديد البعد الجنسيّ وتحريرنا تمامًا من عواقب الخطيئة. لكنّنا نحتاج أيضًا إلى مساعدة الآخر. لهذا السبب يضعُنا الله جنبًا إلى جنب كمساعدين مناسبين لذلك. فلترافقنا مريم، حوّاء الجديدة، في طريق الشفاء وتكوين الأنوثة والرجولة الحقّة.

مارثا رودريغز

منسّقة المجال الأكاديمي والبحثي معهد الدراسات العليا للمرأة

 

Spread the love