خلاصة إرادته

حين تحدُثُ الكوارث، غالبًا ما يقولُ البعض بإستسلام: إنّها “إرادةُ الله”، ” فلْنَفْعلْ إرادةَ الله”. في حين، نحن نعتبر أنّ إتمامَ مشيئة الله في كلّ لحظةٍ لا مَشيئَتنا، هو أكبر مغامرةٍ ممكنٌ أن تحدُثَ لنا: وهذا ما حدث فعلاً. شعرنا مثلاً في البدايات أنّه ليس علينا أن نُقلّدَ القدّيسينَ في طريقة عَيْشِهم. صحيحٌ كلُّنا نودُّ أن نتشبَّهَ بالقدّيسين في كيفيّة إتمامِنا إرادة الله مثلهم، ولكن لا أن نُقلِّدَهم حرفيًّا.
قد لا نعطي هذه النقطة من الروحانيّة أحيانًا قيمتَها، لأنّها تبدو أمرًا طبيعيًّا يعرفُهُ الجميع: هذا ليس صحيحًا! وإلاّ أنا أعملُ إرادتي، أعملُ ذلك الشيءَ المُعيَّن التافِه كلّ يوم، الذي قد يُسبّبُ لي الضجر… إذا كنتُ فعلاً أريدُ أن أتمّمَ إرادةَ الله، من يدري ماذا هيَّأَ لِيَ الآبُ السماويّ لهذا اليوم، من يدري أيّة مفاجآت، من يدري أيّة أمور؟… يجبُ إذًا أن نستقبلَ كلّ شيءٍ يُرسلُهُ اللهُ لنا ونُتمِّمُه.
قد تقولون: هذا أمرٌ سهل، يكفي أن نقومَ به! ولكنّه ليس بالسهل. إذ تولَدُ في داخلِنا بعضُ التعلّقات الصغيرة، كالفرحِ في داخلِنا بسبب شيءٍ مضى أو لقاءٍ سيجري، أو تعلّقٌ فكريٌّ بشيءٍ ما… ورأيتُ أنّ الأمر ليس بهذه السهولة. علينا أن نضعَ ذلك جانبًا باستمرار وأن نُركّزَ جيّدًا على اللحظة الحاضرة وأن نعيشَ هذا الحاضر، لحظةً تلوَ الأخرى، وعندها نبني عملَ الله.
كم هي عظيمةٌ هذه المغامرة، بمجرّد إتمامِ إرادةِ الله علينا وحسب! فالحياةُ لا تنتهي مع تلك الأمور القليلة التي نقومُ بها، أو مع التوقّعات التي لدينا: إنّه أمرٌ مختلفٌ تمامًا، مختلفٌ تمامًا…
لنُتَمِّمْ إرادةَ الله هذه، ولا نُفكِّرَنَّ بأنّ ذلك أمرٌ معروف، وسوف نرى المغامرة التي لم نتخيَّلْها حتّى الآن، والتي لا نتخيّلُها أبدًا.

كيارا لوبيك

Spread the love