خارطة طريق
نحن أبناءُ الوطن الواحد ولنا الهويّةُ الوطنيةُ ذاتُها. وكم نتغنّى بها! لكنّنا، ومع الأسف، غالبًا ما نضعُ انْتِماءَنا الوطنيّ على الرفّ، بمعنى أنّنا نجعلُ الشرخَ بين إيمانِنا بوطنِنا وطريقةِ عيشِنا اليوميّة يُصدّعُ حياتنا.
هل أنتَ تاجرٌ أم محامٍ أم نائب؟ قد تكونُ واثقًا من أنّه من المستحيل عيش القيم في هذه المجالات، لأنّ الفسادَ والغشَّ والكذبَ هو سيّدُ الموقف؟
أمْ أنَّكَ عامِلٌ أو مُرَبٍّ أو سائق؟ ولقد يَئِسْتَ من عيش القيم، وتقومُ بجُهدٍ مستمرٍّ من دون جدوى، إذ أنّك لم تَعُدْ تُؤثّر البتّة في محيطك؟
في أيّ مجالٍ كنتَ، إنّي أقدّمُ لك خارطةَ طريقٍ لنخوضَ معًا معركة القيم الرابحة:
المرحلة الأولى هي شهادتُنا وإصرارُنا على عيش القيم وبَثِّ الروح الإيجابيّة حيثما وُجدْنا، فالرجاءُ من سِماتنا والإرادةُ من شِيَمِنا.
أمّا المرحلةُ الثانية فهي إدراكُنا أنّ تراكمَ الجهود وتراكمَ العطاء يُشكّلان أرضيّةً متينة، لأنّه سيأتي وقتٌ يسقط فيه الزيفُ وتخرجُ مبادِئُنا إلى النور، إلى حياة الإيمان.
أمّا المرحلةُ الثالثة فهي بناءُ جسور التواصل من دون كَلَل. فالتنوّعُ غنى، ولبنان يقدّمُ أجمل نموذجٍ من العيش الطيّب في هذه المساحة المشتركة، فهو رائدٌ لِدُوَلِ العالم التي اصطبغت كلُّها بالتنوّع.
فلا تُحدّثني بعدُ عن الهجرة، لأنّ خارطةَ طريقٍ كهذه سوف تدلُّ المغتربين على طريق العودة! فلا نَسْكُنَنَّ بعد اليوم في قبور اليأس بل لنخرُجْ إلى الساحات نزرعُها ونستثمِرُها.
بقلم ريما السيقلي
web-articles
Spread the love