حقيقة الفيروس
تجتاحُ عالمنا اليوم آلامٌ كثيرة، ناتجةٌ عن عدم استقرار يطالُ جميع نواحي الحياة، الإقتصاديّة منها والسياسيّة والصحيّة. وكلُّنا في اضطراب…
وأطلّ هذا الفيروس الصغير برأسه والذي لا يُمكننا رؤيته إلاّ بالمجهر الإلكتروني، فَتفاقَمتْ كلُّ تلك الاضطرابات والآلام وطالت البشريّة جمعاء.
ولكنْ، حين وقفتُ متأمّلةً هذا الواقع، وجدتُ أنّ الوجعَ الأكبر والأشدّ إيلامًا هو أنّنا تائهون … لا نعرفُ ما الحقيقة ولا أين هي.
منهم من يقول إنّ الفيروس مُصَنّعٌ في المختبارات، ومنهم من يقول إنّه تَطوَّرَ بشكلٍ طبيعيّ… ونسمعُ أنّها مؤامراتٌ بين الدُوَل، كما نسمع: “إنّه مجرّدُ ابتلاءٍ وسيزول”… ولا يبقى أمامنا سوى أن نَتَبَنَّى نظريّةً معيّنة، فتصير هي الحقيقة بالنسبة إلينا، في حين أنّ كلّ تلك النظريات غير ثابتة.
وأمام كلّ ما كنتُ أسمعُهُ وأراه، كنتُ أتألّمُ وحيدةً في المنزل. أتألّمُ بخاصّةٍ من مخاوفي وقلقي.
ولكنْ، وسط هذا الألم، شعّ نورٌ طفيفٌ يُشبهُ ما ندعوهُ بالأمل…
إنبثق هذا النور من مجموعةٍ أنتمي إليها، تحاولُ أن تعيشَ الإنجيل في حياتها اليوميّة، وكنّا قد تشاركنا بخبراتنا عبر الإنترنت. فبهذه المجموعة رأيتُ المسيح، رأيته حقًّا.
وأدركت… أنّني طالما كنتُ ثابتةً بإيماني، كان هو تلك الحقيقة الوحيدة التي لا تؤلمني.
وإذا ثَبُتْتُ بإيماني وثبتَتْ فيَّ المحبّة، جاء هو يُسكِّنُ عاصفتي ويشفي آلامي.
نعم، لقد وجدتُ الأمل… وسط الألم وجدتُ الأمل.
نانسي أشعيا
Spread the love