الإعلام
في عالمنا اليوم، يعتقدُ أكثر الناس أنّ دورَ الإعلام هو نقلُ الأحداث وبثّ الريبُورْتاجاتْ، بشكلٍ يُجَيّشُ انفعالات المشاهد إلى أقصى حدّ. ونلاحظ أنّ الإنفعالاتِ السلبيّة تتصدّرُ المرتبةَ الأولى بين باقي الإنفعالات، من ناحية التأثير على المشاهدين وجَذْبِ أكبر عددٍ منهم. لكنّ الوضعَ لم يَعُدْ يحتمل!
في الواقع عالمُنا بحاجةٍ ماسّةٍ إلى علم صحّةٍ فكريّة، إلى إعادة تأهيلٍ تجعله يَنْتَبِه أكثر للخير وللإيجابيّات ويعتادُ على ذلك. نحن أبناءُ الحبّ الإلهيّ، هذا يعني أنّه يُمكن للإيجابيّات أن تَجذبَنا إلى أن تَنْتَشِرَ كالعدوى.
لا بدّ أيضًا أن يكونَ وبازدياد عَدَدُ البرامج الإعلاميّة التي تَنْشُرُ الإيجابيّات، مقابل البرامج المرتكزة على السلبيّات. أقلّه علينا أن نشارك في البرامج لِنُنَوّرَها ونحاولَ قَلْبَ منطق الربح السريع أوّلاً.
عزيزي القارىء، قد يبدو الإيمانُ بالإيجابيّات ساذجًا أو ضعيفًا وغير مُجْدٍ. إنّه في الواقع قويٌّ وذكيّ، لكنّه لا يُحدِثُ ضجّة، لأنّ قوّتَهُ تكمنُ في عمق صمته كي يلمسَ القلوب ويحفّزَ الطاقات الإيجابيّة الراقدة تحت رماد العالم.
ماذا يحدث عندما تعتاد على نشر الإيجابيّات وأنت تتكلّم بالخير عن الأشخاص وتُسلّط النورَ على كلّ ما هو خيّرٌ وحَسَن؟ يحدث أن يعتاد الناس رويدًا رويدًا النظر إلى الإيجابيّات إلى أن يصبحوا “أتباعًا” لها، تجذبهم أكثر من السلبيّات التي تُوَلّد الإنفعالات العميقة، ويحلُّ الرجاء مكان اليأس. ليس هذا بأمرٍ بسيط، يُسْتَهانُ به! هذا بالضبط ما فعلته مريم العذراء في حياتها، بإيمانها الثابت بالحبّ الإلهي، حتّى عندما حضنت ابنها المائت بين ذراعيها!
                                                                                                                                                                                                        إيزيو أشيتي
web-portrait-ezio
Spread the love