الآخر وأنا
يُتيح لي الآخر أن أتطوّرَ وأنموَ في إنسانيّتي! ليتني أدركُ حقًّا إلى أيّ حدٍّ يمكنني أن أتطوّر معه وأتجدّد. لا أنكر أنّ التواصل مع الآخر هو اتّخاذُ مسارٍ جديد، بإمكانه أن يكون صعبًا للغاية، ليس بسبب ذهنيّة الآخر وتصرّفاته، بل لأنّ الآخر يجعلُني أرى محدوديّتي وأواجه مخاوفي، فأضطرُّ للتعامل معها. أمّا الأصعب فهو أن أعرفَ كيف أغفر لنفسي عندما أفشل بالتعامل مع من ألتقي به، فأنغلق في أحكامي وكليشيهات قديمة كم تمنيّتُ أن أتخلَّصَ منها.
يقول جبران خليل جبران: “من الأخطاء التي نرتكبُها في حقّ أنفسنا هي التأجيلات التي لا تنتهي، نحن نؤجِّلُ الشكر والإعتذار والإعتراف والمبادرة وكأنّنا نضمن العيش طويلاً”.
الآخر إذًا هو فرصتي حتّى أقوم بخطواتٍ صغيرةٍ مبنيّةٍ على تصرّفاتٍ حسيّة، وأعزّز القدرة على عدم الخوف منه، والقدرة على الترحيب والإندهاش به، والقدرة على إدراك أنّ شيئًا جميلًا يمكن أن يَحدُثَ ويعطيني فرصةً للتعبير عن الإمتنان والإعتراف بالإستحقاق له، وهذا لن يُكلِّفَني الكثير.
عندما لا تكون هناك حدودٌ للعلاقة بيني وبين قريبي، وعندما لا أعود أعتبرُ أنّ عليه أنْ يبادرَ دائمًا تجاهي، عندها تكون ابتسامتي أو ترحيبي أو إصغائي لحظةً ثمينةً أردّدُ معها: “كم هو جميلٌ أن نبنيَ علاقةً مع الآخرين”، وفي هذا الإعتراف مساحةٌ للفرح الحقيقيّ.
ريما السيقلي
Spread the love