أعطى الذين قبلوه سلطان أولاد الله

“إِلى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه. اَلّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُل، بَلْ مِنَ اللهِ. يوحنا (١ : ١١-١۳ )

جاء الربّ يسوع كملكٍ وحيدٍ على كلّ قلوبنا وحياتنا
للأسف هناك من لم يقبلْهُ -مثلما فعل اليهود- حفاظًا على مكانتهم وحياتهم المعتادة، ليس هذا فحسب، بل اعتبروه عدوًّا لدودًا يجب التخلّص منه، يجبُ قتله.
فقدّموه لبيلاطس ليقتُلَهُ (محافظين برأيهم على ناموسهم، لأنّه لا يجوز لهم أن يقتلوا!)، خدعوا أنفسهم وتصرّفوا بإلتواءٍ ومكرٍ وخُبثٍ لتحقيقِ مُرادِهم، ليس هذا فحسب، بل فضّلوا قيادةَ لصٍّ (براباس) المُتّهَم بإتّهاماتٍ حقيقيّةٍ وواقعيّة، فضّلوه على يسوع.
ورفضوا قبولَ مُلكِ يسوع عليهم وأخذوا يهتفون «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!».
قيصر هذا المحتلّ الرومانيّ الذي يقاومونه ولا يرغبون في حُكْمِهِ عليهم، بل تُحاكُ المؤامراتُ والخططُ للقيامِ بالثورات ضدّه، هذا هو الذي أخذوا يهتفون بمُلْكِهِ عليهم وليس سواه.

عجيبٌ ما فعله هذا الشعب! ألا ترى معي ذلك ؟

وللعجب وأشدّ العجب أنّنا معًا (أنا وأنت) نفعل مثل هذا الشعب في كثير من الأحيان في حياتنا اليوميّة، فكثيرٌ من الأحيان نرفض مُلكَ يسوع على حياتنا، على تصرّفاتنا، على اختياراتنا، وهو الطريق والحقُّ والحياة.
نختار بكلّ إصرارٍ قوّادًا آخرين، على غرار بارابّاس اللصّ، تسرق حياتنا وتقودنا إلى الهلاك، ونملّكُها على حياتنا.

تُرى ما هي هذه الأشياء التي أسمح لها بقيادة حياتي وسلْبِها منّي، وأتركها تملكُ على حياتي فتذلّني وتستعبدني؟

أودُّ أن أكرّر قول الإبن الضالّ: “أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وأفعل كما فعل هو، وأتخلّصُ من كلّ ما يعيقُ مسيرتي متّجهًا نحو أبي وكلّي ثقةٌ بمحبّته لي، فأرتمي عند قدميه وأطلب الغفران والخلاص، واثقًا أنّه يقبلني كما قبل الآبُ ابنَهُ التائب وقبَّلَهُ. حينها أستردُّ كرامتي وحياتي، “أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِي يَدِهِ، وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاش”. يُعطيني سلطانًا أصيرُ به ابنًا له، “وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ الله”.
وأحبُّه من كلّ قلبي وأحفظُ وصاياه وأمتلئُ بروحه القدّوس وأشهد بما صنع الربُّ بي من عظائم.

أشرف عبد المسيح

Spread the love