يحفظ الربُّ ذهابَك وإيّابك
“يحفظ الربُّ ذهابَك وإيّابك من الآن وإلى الآبد”
كنت أقفل محلّي ليلة السبت ككلّ يوم بعد انتهاء العمل. وكالعادة، وقرب الباب، توجَد علبةٌ حديديّة أستفيدُ منها لأضعَ حقيبتي كي أغلق المحلّ وبعدها أتناول حقيبتي وأذهب. يومها كان في الحقيبة، إضافة إلى أغراضي الخاصة، مبلغٌ وقدره خمس آلاف دولار.
وفي تلك الليلة الماطرة أقفلتُ الباب وصعدتُ في السيارة ولم أنتبه للحقيبة. إتّجهتُ إلى بيت أخي في بيروت للعشاء عنده. وفجأةً رحتُ أنظرُ يمينًا وشمالاً أبحث عن حقيبتي، وقد ظننتُها بجانبي، فلم أضجدْها. بحثتُ داخل السيّارة ولم أَجدْها. أدرتُ سيّارتي وذهبتُ إلى محلّي ولم تكن هناك، والمحلاّت بجانبي مقفلةٌ لذا كنت عاجزًا أن أسال أحدُهم عنها.
عندها، ورغم الطقس الماطر والضباب طول الطريق، قرّرتُ الذهاب إلى الكنيسة لأصلّيَ وأطلبَ نعمةَ التسليم لمشيئة الله. وصلت بعد ظلام الطريق وخطورته، وركعتُ متضرّعًا. طلبتُ من شفيعة الكنيسة، القدّيسة رفقا، صلاتَها حتّى أجدَ محفظتي وأوراقي. صلّيت بإيمان ثمّ خرجت شاكرًا مسلّمًا أمري لله.
وفي صباح الأحد عدتُ إلى محلّي وأنا أعرفُ أنّ المحلاّت المجاورة تكون مقفلةً في مثل هذا اليوم، ما عدا محلّ جيراني. هما عجوزان يفضّلان العمل على البقاء في المنزل. سألتهما إذا كانا قد وجدا محفظةً صغيرةً قربَ بابي. فأجابت السيّدة بالإيجاب وبأنّها احتفظت بها في الداخل وأعطتني إيّاها. حينها، فهمت أنّ مشيئة الله هي دائمًا لخيرِنا وأنّه رغم خطر الطريق “يحفظ الربُّ ذهابَنا وإيّابَنا”.
فادي