وكانت الغيرة مفتاح التغيّر
ها أنا أعود من زيارةٍ لصديقين، متزوّجَيْن منذ ثلاثٍ وعشرين سنة. إنّهما زوجان رائعان.
بعد سنواتٍ من الحياة الزوجيّة، أصبحت حياتُهُما مُمِلّة. وكانت هي غير راضيةٍ عن الوضع، كان عليها أن تهتمّ بولديهما ودخلت في حياةٍ يوميّةٍ روتينيّة.
كانت تفتقدُ لما خَسِرَتْه، الأصدقاء القُدامى، قلّة المسؤوليّة، العطلات. وتقول:
“لقد انتابَني حنينٌ إلى الماضي. وذات يوم، كنت أقوم بالمشتريات، وإذا بشابٍّ وقف وراح يُحدّق إليّ. فقلت لنفسي: آه، ما زلت أُعْجِبُ الجنسَ الآخر. لكنّني على الرغم من الشعور بالرضى، شعرتُ بالخطر يقتربُ منّي. هذه اللحظة كانت في غاية الأهميَّة بالنسبة إليّ. فنظرتُ إلى زوجي الذي كان يتابع ما حصل وفَهِمَ شعوري”.
وتدخّل هو وقال: “لأوّل مرّة رأيتُ هشاشة الحُبّ البشريّ من ناحية، وأهمّيّة الحُبّ المُتَجذّر بالله من ناحيةٍ أخرى. حينئذٍ قرّرتُ أن أغيّرَ مَسْلَكي جذريًّا. فالغيرةُ والشكّ لم يَعُدْ لديهما مكانٌ بيننا. عادت تلك البسمةُ التي نوَّرت وجوهَنا والتي كانت تُعبّر عن الحُبّ الذي أعلنّا عنه يوم زواجنا. أذكر يوم اقترحتُ على زوجتي لأوّل مرّة أن نذهبَ معًا لقضاء عطلة، بعدما كنتُ قد أمضيتُ العُطَل بأعمال البستنة طيلة ثماني سنوات. كان الفرح الذي رأيته عند زوجتي وأولادي أهمّ بكثير”.
تابعت هي تقول: “أدهشني التغيّر عند زوجي. وتعلّمتُ أن أشارك ما كنت أعتبرُهُ خاصًّا كالتربية وغيرها. وأصبحتْ حياتُنا الزوجيّة أكثر فرحًا وسلامًا. وكان هذا يتطلّبُ منّا مجهودًا متواصلاً. الأولاد هم أساسُ الفرح، لكنّهم قد يكونون أيضًا مصدرَ شجار. فأنا أميلُ لأن أَعْذُرَهم وأتفهَّمهم بينما زوجي يُواجه الأمور. وهكذا كانت المائدة تتحوّل في بعض الأوقات إلى ساحة حرب. يعطي زوجي مثلاً ملاحظةً ما وأنا لا أوافق. فأسكتُ تارةً ولا أتمالَكُ نفسي تارةً أخرى، وهذا ما لا يَقْبَلُهُ هو. وكان الهروب من المنزل في بعض الأوقات يُحرّرني، لكنّه لا يريحُ ضميري. فلا يمكن أن أكون عرضةً لفقدان الأمل، لذلك كنت أتّصلُ به على الهاتف وأعتذرُ منه. عليّ أن أعترفَ أنّني لم أتخيّل يومًا أنّني سأعتذر وأطلبُ السماح من أحد. أمّا اليوم، فإنّي أتخلّى عن كبريائي، لأنّ هذا يُقوّي حُبَّنا”.
لم تُجنّبْ الحياة، هذين الزوجين، التجاربَ الجِدّيَّة القاسية. وبالفعل عندما راح خطر فقدان الإيمان والرجاء يزداد، كانت المساعدة المتبادلة، تُخْتَبَر بقساوة، وتُصبح نقطة الإرتكاز، وتصبح سِرَّهُما في المعركة.
بعد سنواتٍ من الحياة الزوجيّة، أصبحت حياتُهُما مُمِلّة. وكانت هي غير راضيةٍ عن الوضع، كان عليها أن تهتمّ بولديهما ودخلت في حياةٍ يوميّةٍ روتينيّة.
كانت تفتقدُ لما خَسِرَتْه، الأصدقاء القُدامى، قلّة المسؤوليّة، العطلات. وتقول:
“لقد انتابَني حنينٌ إلى الماضي. وذات يوم، كنت أقوم بالمشتريات، وإذا بشابٍّ وقف وراح يُحدّق إليّ. فقلت لنفسي: آه، ما زلت أُعْجِبُ الجنسَ الآخر. لكنّني على الرغم من الشعور بالرضى، شعرتُ بالخطر يقتربُ منّي. هذه اللحظة كانت في غاية الأهميَّة بالنسبة إليّ. فنظرتُ إلى زوجي الذي كان يتابع ما حصل وفَهِمَ شعوري”.
وتدخّل هو وقال: “لأوّل مرّة رأيتُ هشاشة الحُبّ البشريّ من ناحية، وأهمّيّة الحُبّ المُتَجذّر بالله من ناحيةٍ أخرى. حينئذٍ قرّرتُ أن أغيّرَ مَسْلَكي جذريًّا. فالغيرةُ والشكّ لم يَعُدْ لديهما مكانٌ بيننا. عادت تلك البسمةُ التي نوَّرت وجوهَنا والتي كانت تُعبّر عن الحُبّ الذي أعلنّا عنه يوم زواجنا. أذكر يوم اقترحتُ على زوجتي لأوّل مرّة أن نذهبَ معًا لقضاء عطلة، بعدما كنتُ قد أمضيتُ العُطَل بأعمال البستنة طيلة ثماني سنوات. كان الفرح الذي رأيته عند زوجتي وأولادي أهمّ بكثير”.
تابعت هي تقول: “أدهشني التغيّر عند زوجي. وتعلّمتُ أن أشارك ما كنت أعتبرُهُ خاصًّا كالتربية وغيرها. وأصبحتْ حياتُنا الزوجيّة أكثر فرحًا وسلامًا. وكان هذا يتطلّبُ منّا مجهودًا متواصلاً. الأولاد هم أساسُ الفرح، لكنّهم قد يكونون أيضًا مصدرَ شجار. فأنا أميلُ لأن أَعْذُرَهم وأتفهَّمهم بينما زوجي يُواجه الأمور. وهكذا كانت المائدة تتحوّل في بعض الأوقات إلى ساحة حرب. يعطي زوجي مثلاً ملاحظةً ما وأنا لا أوافق. فأسكتُ تارةً ولا أتمالَكُ نفسي تارةً أخرى، وهذا ما لا يَقْبَلُهُ هو. وكان الهروب من المنزل في بعض الأوقات يُحرّرني، لكنّه لا يريحُ ضميري. فلا يمكن أن أكون عرضةً لفقدان الأمل، لذلك كنت أتّصلُ به على الهاتف وأعتذرُ منه. عليّ أن أعترفَ أنّني لم أتخيّل يومًا أنّني سأعتذر وأطلبُ السماح من أحد. أمّا اليوم، فإنّي أتخلّى عن كبريائي، لأنّ هذا يُقوّي حُبَّنا”.
لم تُجنّبْ الحياة، هذين الزوجين، التجاربَ الجِدّيَّة القاسية. وبالفعل عندما راح خطر فقدان الإيمان والرجاء يزداد، كانت المساعدة المتبادلة، تُخْتَبَر بقساوة، وتُصبح نقطة الإرتكاز، وتصبح سِرَّهُما في المعركة.
م.ج.