وقع أمل سفينة “بيل إسبوار”
عند النظر إلى وجوه الـ 25 شابًّا وشابّة القادمين من 14 دولة ليشاركوا في المرحلة الأولى من مشروع MED25، أو لقاء الحوض المتوسّط لعام 2025، يمكننا أن نقول إنّ الأمل والالتزام والصداقة هي الوقائع التي خلّفتها تجربة هؤلاء الشباب على متن سفينة “بيل إسبوار”.
كيف وُلِد مشروع “بيل إسبوار”؟
بدأت اللقاءات في منطقة باري في إيطاليا 2020، لتطال مدنًا أخرى على ضفاف البحر الأبيض المتوسّط. وفي عام 2025، جاء دور سفينة “بيل إسبوار” لتستضيف الحدث. سفينةٌ تجوب البحر الأبيض المتوسّط، كرابطٍ بين شواطئه من مارس إلى أكتوبر 2025، وذلك عبر ثمانية مسارات مختلفة، وبثمانية مواضيع متنوّعة، ولثمانية مجموعاتٍ مؤلّفة من حوالي 25 شابٍّ وشابّة في كل رحلة.
حوار الثقافات
إنّه الموضوع الذي تمّ استكشافه خلال الأيّام التي قضاها المشاركون في البحر. في يوم الثلاثاء 11 مارس، وبعد وصولهم إلى سبتة، زار الشباب المشاركون “باب الخلافة” في المدينة، وفي المساء استقبلتهم السلطات المحليّة في إفطارٍ نظّمته مؤسّسة “جائزة التعايش” ومنظمة “لونا بلانكا” التابعة للجالية المسلمة.
في الغد، زاروا أربعة أماكن عبادة تمثّل الثقافات الأربع التي تعيش في سبتة: مسجد “سيدي مبارك”، مزار “سيّدتنا العذراء لإفريقيا”، كنيس “بيت إيل”، والمعبد الهندوسيّ المحليّ. وبعد الظهر، شاركوا في حلقة نقاش مع شبابٍ آخرين من سبتة منتمين لهذه التقاليد الدينيّة المختلفة، حول الأسئلة التالية:
ما علاقتي الثقافيّة بالبحر الأبيض المتوسط؟
كيف يمكننا، نحن الشباب، العمل من أجل السلام في المتوسّط والعالم، من خلال ثقافاتنا؟
كيف يمكننا تعزيز السلام والتقارب بين شعوب المتوسّط؟
إستكشاف الثقافة المغربيّة
في يوم الخميس 13 مارس، بدأ المشاركون اكتشاف الثقافة المغربيّة بزيارة إلى المدينة القديمة في تطوان، التي لا تزال تحتفظ بالطابع الإسبانيّ. وفي فترة ما بعد الظهر، شاركوا في لقاء حول مفهوم التفاعل الثقافيّ وأبعاده الأنثروبولوجيّة، ترافق بتبادل الأفكار والإنطباعات. كما شهد اللقاء لحظة من الصلاة المشتركة بين الأديان من أجل السلام، حيث تمّ تقديم أناشيد مسيحيّة وقصائد صوفيّة.
إختُتِمَ اليوم في تطوان بإفطارٍ جماعيّ، كان فرصةً لمواصلة الحوار، وتبادل الأفكار، والاحتفاء بتنوّع الثقافات المطلّة على البحر الأبيض المتوسط.
بعض الإنطباعات
“أعتقد أنّ الرحلة والموضوع الذي ناقشناه سمحا لي بالعودة إلى ذاتي والتعرّف على نفسي بشكلٍ أفضل. سأعود إلى وطني حاملةً نظرةً جديدة، لنفسي ولبلدي، فقد اكتشفت ثقافاتٍ أخرى وتحدّياتٍ لم أفكّر بها من قبل. أشعر أكثر فأكثر بانتمائي إلى هذه المنطقة من العالم، وأنا أكثر تحفيزًا لبناء جسورٍ بين الثقافات ولتقريب المسافات بين جميع الناس”. سيلفيا، مصر
قبل أن أنطلق في هذه الرحلة، تخيّلت أنّها ستكون مغامرة، أي شيئًا كبيرًا وسوف يُغيّرني. لكن في الحقيقة، لم يكن الأمر شيئًا ضخمًا… بل كان شيئًا بسيطًا للغاية. كان شيئًا صغيرًا ولكنّه يكتسب معنى عندما نلتقي بالآخرين. أشعر أنّني جنّدت نفسي بالكامل لمشروعٍٍ أعتبره أولويّة، الالتزام بالسلام قبل كلّ شيء. أن أكون من الحجّاج في طريق هذا الحبّ الذي أريد أن أنشره في العالم، وتكون تلك هي طريقتي في العيش”. رومان، فرنسا
“عندما تتحدّث لمدّة ساعة مع شخصٍ من بلد معيّن، تتعلّم عن ذلك البلد أكثر ممّا كنت تعرفه طوال حياتك. الأمر نفسه ينطبق على الأديان والثقافات. المعرفة تأتي من التجربة المباشرة. هذه واحدة من أهمّ الدروس التي تعلّمتها. والآن، ومع نهاية هذه الرحلة، أشعر أنّني ممتلئٌ بهذه التجربة، وحان الوقت لنقلها إلى الجميع، لنشر البذرة التي زُرعَتْ فينا خلال هذه الأيّام على متن السفينة”. جوب، إسبانيا
https://diocesistanger.org/un-rastro-de-esperanza-tras-la-nave-bel-espoir
إعداد ريما السيقلي
Spread the love