وسائل الإعلام
عندما نتحدّث عن “وسائل” الإعلام المرئيّ والمسموع والمكتوب نتكلّم خاصّةً عن الصحافة والتلفزيون والراديو، ولكنّ نعتبرُها “وسائِلَ” نستعينُ بها لإعلامِ المُتَلَقّي بالأفكار والأهداف التي نرغب بأن تصلَ إليه.
وككلّ وسيلةٍ مُمْكِنٌ أن تُسْتَعْمَلَ للبناء أو للهَدْم، للخير أو للشرّ، فمن اكتشفَ “البارود” مثلاً، كانت نيّتُهُ جَعْلَهُ وسيلةً تخدُمُ الإنسانيّة، فتحوّلت إلى وسيلةٍ للقتل والدمار.
وكذلك حالُ من يقومُ بالإكتشافات الطبّيّة بُغْيَةَ خَيْرِ المريض والتخفيف من ألَمِه، فيستَغِلُّها النَفْعِيّون في أمورٍ تؤدّي إلى الموت والهلاك.
وسائل الإعلام خاصّةً المرئيّ منها وُجِدَتْ في الأصل لِتَثْقِيفِ المشاهد وتَسْلِيَتِه والتخفيف من أعباء الحياة عنه وإعطائه عصارة فكرٍ وحياةٍ وقِيَم، وإطلاعه على أخبار الوطن والعالم. التلفزيون الذي لم يَعُدْ ضيفًا، يدخلُ البيوت بلا إذنٍ أو مَشورة. هذه الآلة أصبحت اليوم، فردًا من الأسرة يتكلّم، فَيَسْكُتُ الجميع، تتحرّكُ الصورُ فيه فتتجمَّد حركةُ الجميع، يفرضُ رأيَهُ وأفكارَهُ فلا يعودُ لأحَدٍ رأيٌ، هذا الضيف الثقيل قطع الحوار بين أفراد الأسرة، سرق لحظات المرح والضحك، وباختصارٍ أصبح كالديكتاتور يحكُمُ والكلُّ خاضعٌ له.
وما يجرح أنّ هذه الوسيلة التي وُجِدَتْ بهدف التثقيف والتسلية تحوّلت اليوم في قلب هذا المجتمع النفعيّ الإستهلاكيّ إلى وسيلةٍ مُدَمّرَةٍ للقِيَمِ والأخلاق، فالمُهمّ هو الإنتاج. أصْبَحْنا نرى البرامج التي يَمُجُّها الذوق على كلّ المحطّات وفي كلّ الأوقات تُلَوِّثُ بكلماتِها البَذيئة سَمَعَنا وسَمَعَ أولادِنا، وتشوّهُ في اللباس المُبْتَذَل إحترامَ وكرامةَ الجسد، وصارت تبيحُ بمواضيعها السخيفة واللاّ أخلاقيّة جرحَ كرامة واحترام الإنسان. هذه البرامج التي تشوّه الآداب وصورة الإنسان، وتشوّه لِوجُودِها داخل بيوتنا صورةَ العائلة وقِيَمَ المراهقين والشباب، أضحت لأفكارها بالنسبة لأولادنا عاديّةً وطبيعيّةً تُماشي التطوّر.
يقول القدّيس بولس: “كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن ليس كلُّ شيءٍ ينفع”. أجل نحن مَنْ نؤمِنُ بالحقّ والحقيقة، علينا أن نختارَ في ما يعرض علينا الخير ونبتعدَ عمّا هو مُدمّر. أجل أحبّائي، لتَكُنْ لنا الجرأة أن نقولَ لا ولا نسكُتَ بحجّة “لا نستطيعُ تغييرَ شيء”. قرأتُ منذ فترةٍ عن مجموعة عائلاتٍ إيطاليّةٍ قَدَّمَتْ عريضةً مُوَقَّعةً لإحدى محطّات التلفزة تحتجُّ على أحد البرامج الغيرِ لائق، فما كان من المحطّة إلاّ أن ألغت البرنامج. نحن نُوقّعُ على عريضةٍ من أجل الماء والكهرباء … ولكن هل من يحتجُّ عَلَنًا على نوع البرامج التي تُطْبَخُ لنا.
أحبّائي، لتكن لنا الجرأة أن نقلبَ المحطّة إنْ عَرَضت ما يمسّ القيم والذوق، وألاّ نترك ما يعطينا بعض الرضا يقضي على ما بناه آباؤنا من قيمٍ، وما تَعِبْنا للحفاظ عليه.
لِنُعِدِ القيمة للوقت ولْنُخَصِّصْ في فراغنا وقتًا للعائلة وللرياضة وللنشاطات الثقافيّة والإجتماعيّة. ولنحاولْ أن نتمنّى لإحدى الجماعات الثقافيّة أو الدينيّة التي تساعدنا على أن ننمو. ولْنَعُدْ إلى استعمال الكتاب للتسلية والتثقيف، ولنهتمّْ أكثر بقضاء الوقت مع أولادنا، فلا نَتْرُكَهم يجلسون ساعاتٍ أمام التلفزيون لأنّ ذلك يُريحُنا، فَلْنَسْتَمِعْ لهم ونلعَبْ معهم ولنُصلّي معهم لأنّه بالحياة والقدوة يكون التعليم، وليس بالوعظ، ولنترك التلفزيون، تلك الآلة التي تحوّلت إلى كوّةٍ تسمح بدخول العالم الخارجيّ بكلّ أخطارِهِ إلى بيوتنا، لِنَتْرُكَهُ غالبًا مُطْفَأ، وليُسْتَعْمَلْ فقط لتستمتِعَ العائلة كلّها ببعض برامجه، أو للإطّلاع على أخبار العالم والأمور المهمّة فيه.
لنذكُرْ دائمًا أنّ العين مرآةُ الجسد، فَلْنَخْتَرْ ما تشاهدُهُ أعيُنُنا ليبقى جسدًا كُلَّه نيّرا.
وككلّ وسيلةٍ مُمْكِنٌ أن تُسْتَعْمَلَ للبناء أو للهَدْم، للخير أو للشرّ، فمن اكتشفَ “البارود” مثلاً، كانت نيّتُهُ جَعْلَهُ وسيلةً تخدُمُ الإنسانيّة، فتحوّلت إلى وسيلةٍ للقتل والدمار.
وكذلك حالُ من يقومُ بالإكتشافات الطبّيّة بُغْيَةَ خَيْرِ المريض والتخفيف من ألَمِه، فيستَغِلُّها النَفْعِيّون في أمورٍ تؤدّي إلى الموت والهلاك.
وسائل الإعلام خاصّةً المرئيّ منها وُجِدَتْ في الأصل لِتَثْقِيفِ المشاهد وتَسْلِيَتِه والتخفيف من أعباء الحياة عنه وإعطائه عصارة فكرٍ وحياةٍ وقِيَم، وإطلاعه على أخبار الوطن والعالم. التلفزيون الذي لم يَعُدْ ضيفًا، يدخلُ البيوت بلا إذنٍ أو مَشورة. هذه الآلة أصبحت اليوم، فردًا من الأسرة يتكلّم، فَيَسْكُتُ الجميع، تتحرّكُ الصورُ فيه فتتجمَّد حركةُ الجميع، يفرضُ رأيَهُ وأفكارَهُ فلا يعودُ لأحَدٍ رأيٌ، هذا الضيف الثقيل قطع الحوار بين أفراد الأسرة، سرق لحظات المرح والضحك، وباختصارٍ أصبح كالديكتاتور يحكُمُ والكلُّ خاضعٌ له.
وما يجرح أنّ هذه الوسيلة التي وُجِدَتْ بهدف التثقيف والتسلية تحوّلت اليوم في قلب هذا المجتمع النفعيّ الإستهلاكيّ إلى وسيلةٍ مُدَمّرَةٍ للقِيَمِ والأخلاق، فالمُهمّ هو الإنتاج. أصْبَحْنا نرى البرامج التي يَمُجُّها الذوق على كلّ المحطّات وفي كلّ الأوقات تُلَوِّثُ بكلماتِها البَذيئة سَمَعَنا وسَمَعَ أولادِنا، وتشوّهُ في اللباس المُبْتَذَل إحترامَ وكرامةَ الجسد، وصارت تبيحُ بمواضيعها السخيفة واللاّ أخلاقيّة جرحَ كرامة واحترام الإنسان. هذه البرامج التي تشوّه الآداب وصورة الإنسان، وتشوّه لِوجُودِها داخل بيوتنا صورةَ العائلة وقِيَمَ المراهقين والشباب، أضحت لأفكارها بالنسبة لأولادنا عاديّةً وطبيعيّةً تُماشي التطوّر.
يقول القدّيس بولس: “كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن ليس كلُّ شيءٍ ينفع”. أجل نحن مَنْ نؤمِنُ بالحقّ والحقيقة، علينا أن نختارَ في ما يعرض علينا الخير ونبتعدَ عمّا هو مُدمّر. أجل أحبّائي، لتَكُنْ لنا الجرأة أن نقولَ لا ولا نسكُتَ بحجّة “لا نستطيعُ تغييرَ شيء”. قرأتُ منذ فترةٍ عن مجموعة عائلاتٍ إيطاليّةٍ قَدَّمَتْ عريضةً مُوَقَّعةً لإحدى محطّات التلفزة تحتجُّ على أحد البرامج الغيرِ لائق، فما كان من المحطّة إلاّ أن ألغت البرنامج. نحن نُوقّعُ على عريضةٍ من أجل الماء والكهرباء … ولكن هل من يحتجُّ عَلَنًا على نوع البرامج التي تُطْبَخُ لنا.
أحبّائي، لتكن لنا الجرأة أن نقلبَ المحطّة إنْ عَرَضت ما يمسّ القيم والذوق، وألاّ نترك ما يعطينا بعض الرضا يقضي على ما بناه آباؤنا من قيمٍ، وما تَعِبْنا للحفاظ عليه.
لِنُعِدِ القيمة للوقت ولْنُخَصِّصْ في فراغنا وقتًا للعائلة وللرياضة وللنشاطات الثقافيّة والإجتماعيّة. ولنحاولْ أن نتمنّى لإحدى الجماعات الثقافيّة أو الدينيّة التي تساعدنا على أن ننمو. ولْنَعُدْ إلى استعمال الكتاب للتسلية والتثقيف، ولنهتمّْ أكثر بقضاء الوقت مع أولادنا، فلا نَتْرُكَهم يجلسون ساعاتٍ أمام التلفزيون لأنّ ذلك يُريحُنا، فَلْنَسْتَمِعْ لهم ونلعَبْ معهم ولنُصلّي معهم لأنّه بالحياة والقدوة يكون التعليم، وليس بالوعظ، ولنترك التلفزيون، تلك الآلة التي تحوّلت إلى كوّةٍ تسمح بدخول العالم الخارجيّ بكلّ أخطارِهِ إلى بيوتنا، لِنَتْرُكَهُ غالبًا مُطْفَأ، وليُسْتَعْمَلْ فقط لتستمتِعَ العائلة كلّها ببعض برامجه، أو للإطّلاع على أخبار العالم والأمور المهمّة فيه.
لنذكُرْ دائمًا أنّ العين مرآةُ الجسد، فَلْنَخْتَرْ ما تشاهدُهُ أعيُنُنا ليبقى جسدًا كُلَّه نيّرا.
بقلم ليلى نصّار
