وجهان لميداليّة واحدة
طاق الإنسان، منذ وجوده وفي مختلف الثقافات، إلى الحرّيّة لكنّه غالبًا ما أضاع الطريق أو اِنحرف عنه… كم من الشباب يعتقدون أنّهم يمارسون حرّيتهم في المخدّرات، في الخمر أو الجنس وكم من الأشخاص يقولون أن الحرّية هي، بكلّ بساطة، “أن أفعل ما يحلو لي”.
الحرّية هي من المكوّنات الآساسيّة التي تُميّز الكيان الإنسانيّ وتؤثّر على تصرّفاته في مختلف ميادين الحياة. بالطبع لا يمكن فَصْلِ الحرّية عن إمكانيّة الإختيار. لكنْ من أهمّ ما يجب أن نكتشفَهُ من خلال الخبرة هو أنّ الحقيقة التي تجعلنا أحرارًا هي “المحبّة”، تلك المحبّة المطبوعة في قلب الإنسان. يقول المبدأ الأنْتروبولوجيّ الجديد: “أحِبّ إذًا أنا موجود” (إيمانويل مونييه).
والأسقف أماديو فرّاري: “نستطيع أن نختبر الحرّية الحقيقيّة فقط في المحبّة، وتكون المحبّة حقيقيّةً عندما تكون حرّة. فالمحبّة والحرّية هما وجهان لميداليّةٍ واحدة. وهذا يَصلُحُ لكلّ الأشخاص أيًّا كان معتقدهم”. فبقَدَر ما نُمارس قُدرتنا على اِختيار المحبّة تُصبحُ حياتُنا مسيرةَ تحرّر. تحرُّرٌ من كلِّ ما يُمكن أن يُقيّدَنا من عوامِلَ خارجيّةٍ وداخليّة، كالسياق الإجتماعيّ، الثقافيّ، الإستهلاكيّ و”الكلّ يفعلُ ذلك”، وأيضًا بعض الأحاسيس والمشاعر القويّة وأحيانًا العنيفة…
مسيرةُ التحرّر طويلة، وربّما تكون شاقّة، لكنْ ما أجملها! تتجلّى فيها كرامة الإنسان، رغم السقطات التي لا بُدَّ منها، لأنّنا لا نَنْجَحُ دائمًا في تَوْجيهِ حياتِنا نحو المحبّة.
عواملُ عدّة تساعدنا في هذه المسيرة. منها الحياة ضمن جماعة. داخل الجماعة نتعرّف على الآخرين، نتفاهم أو نتصادم معهم، لكنْ في النهاية نتخطّى ذاتَنا من أجل الهدف أو العمل الذي يجمعُنا. نعيشُ التعاضد الذي يُمكن أن يتحوّلَ إلى محبّةٍ عمليّة، تنمو لتُصبحَ متبادلة. وعندما نتذوّقُ المحبّة المتبادلة نحاول الحفاظَ عليها بأيّ ثمن، فنتحرّر هكذا من “الأنا” يومًا بعد يوم. من المُلْفِت، في الواقع، أنّ شبابَنا يُدركون حاليًّا، أكثر من أيِّ وقت، الحاجةَ لِلعَيْش ضمن جماعةٍ للقيامِ بأعمالٍ وعطاءاتٍ مختلفة، حتّى لو لفترةٍ معيّنة. نلاحظُ مثلاً كيف أنّ الشبابَ الكشّاف يتشرّبون القِيَمَ الكشفيّة لترافِقَهم مدى الحياة.
من أهمّ إيجابيّات الحياة داخل الجماعة، اكتسابُ “الضمير الإجتماعيّ”، إضافةً إلى الضمير الشخصيّ الأخلاقيّ. إنّ الضميرَ الإجتماعيّ لا يعني فقط أن أُدركَ مشاكلَ وحاجاتِ المجتمع، بل أن أشعرَ أنها مشاكلي أنا. هذا الشعور يفوق الشعورَ بالمسؤوليّة لأنّه يُنقّيها بفضلِ أسمى قيمةٍ ألا وَهي المحبّة، فاتحًا آفاقًا جديدةً من الأمل بإنسانيّةٍ أكثر عدلاً، أكثر إتّحادًا و… حرّية.
الحرّية هي من المكوّنات الآساسيّة التي تُميّز الكيان الإنسانيّ وتؤثّر على تصرّفاته في مختلف ميادين الحياة. بالطبع لا يمكن فَصْلِ الحرّية عن إمكانيّة الإختيار. لكنْ من أهمّ ما يجب أن نكتشفَهُ من خلال الخبرة هو أنّ الحقيقة التي تجعلنا أحرارًا هي “المحبّة”، تلك المحبّة المطبوعة في قلب الإنسان. يقول المبدأ الأنْتروبولوجيّ الجديد: “أحِبّ إذًا أنا موجود” (إيمانويل مونييه).
والأسقف أماديو فرّاري: “نستطيع أن نختبر الحرّية الحقيقيّة فقط في المحبّة، وتكون المحبّة حقيقيّةً عندما تكون حرّة. فالمحبّة والحرّية هما وجهان لميداليّةٍ واحدة. وهذا يَصلُحُ لكلّ الأشخاص أيًّا كان معتقدهم”. فبقَدَر ما نُمارس قُدرتنا على اِختيار المحبّة تُصبحُ حياتُنا مسيرةَ تحرّر. تحرُّرٌ من كلِّ ما يُمكن أن يُقيّدَنا من عوامِلَ خارجيّةٍ وداخليّة، كالسياق الإجتماعيّ، الثقافيّ، الإستهلاكيّ و”الكلّ يفعلُ ذلك”، وأيضًا بعض الأحاسيس والمشاعر القويّة وأحيانًا العنيفة…
مسيرةُ التحرّر طويلة، وربّما تكون شاقّة، لكنْ ما أجملها! تتجلّى فيها كرامة الإنسان، رغم السقطات التي لا بُدَّ منها، لأنّنا لا نَنْجَحُ دائمًا في تَوْجيهِ حياتِنا نحو المحبّة.
عواملُ عدّة تساعدنا في هذه المسيرة. منها الحياة ضمن جماعة. داخل الجماعة نتعرّف على الآخرين، نتفاهم أو نتصادم معهم، لكنْ في النهاية نتخطّى ذاتَنا من أجل الهدف أو العمل الذي يجمعُنا. نعيشُ التعاضد الذي يُمكن أن يتحوّلَ إلى محبّةٍ عمليّة، تنمو لتُصبحَ متبادلة. وعندما نتذوّقُ المحبّة المتبادلة نحاول الحفاظَ عليها بأيّ ثمن، فنتحرّر هكذا من “الأنا” يومًا بعد يوم. من المُلْفِت، في الواقع، أنّ شبابَنا يُدركون حاليًّا، أكثر من أيِّ وقت، الحاجةَ لِلعَيْش ضمن جماعةٍ للقيامِ بأعمالٍ وعطاءاتٍ مختلفة، حتّى لو لفترةٍ معيّنة. نلاحظُ مثلاً كيف أنّ الشبابَ الكشّاف يتشرّبون القِيَمَ الكشفيّة لترافِقَهم مدى الحياة.
من أهمّ إيجابيّات الحياة داخل الجماعة، اكتسابُ “الضمير الإجتماعيّ”، إضافةً إلى الضمير الشخصيّ الأخلاقيّ. إنّ الضميرَ الإجتماعيّ لا يعني فقط أن أُدركَ مشاكلَ وحاجاتِ المجتمع، بل أن أشعرَ أنها مشاكلي أنا. هذا الشعور يفوق الشعورَ بالمسؤوليّة لأنّه يُنقّيها بفضلِ أسمى قيمةٍ ألا وَهي المحبّة، فاتحًا آفاقًا جديدةً من الأمل بإنسانيّةٍ أكثر عدلاً، أكثر إتّحادًا و… حرّية.
حياة فلاّح