أحيانًا يا ألله أصلُ إلى درجةٍ من التبلّد تجعلني أتساءلُ كيف وصل قلبي لهذا الفتور؟
أتأمّلُ وجوه من حولي وأتعجّبُ كيف أرى كلّ هذا الشرَّ فيهم؟ لا أتعاطف مع أحد، لا أشعرُ بالمحبّة تجاه أحد…
ثمّ أتذكّر وأقول في نفسي كيف تكونُ ليَ هذه المحبّة وأنا لم أمتلئ بكَ أوّلاً، كالإبن الضالّ إخترتُ أن أتركَكَ بإرادتي، وضعتُكَ في آخر اختياراتي…
أستيقظُ كلَّ صباح و كلُّ تفكيري فى كيفيّة إيجاد وسيلة مواصلات، كيف سأعبرُ الطريق السريع، كيف سأتجنَّبُ معاكسات المارّة… حتّى أنّني أنسى أن أقولَ لكَ “صباح الخير”.
ثمّ تأتي فترة العمل الذي لا أسلّمُهُ لك ولا أضعه بين يديك، بل أعتمدُ على قدراتي ولا أطلبُ منكَ المساعدة. تمرُّ الساعات وأنا لا أفعلُ شيئًا سوى التذمُّر. وبعد الإنتهاء من العمل، أضعكَ جانبًا مجدّدًا لأنّني أريد الإستمتاعَ بحياتي…
عند اتّخاذِ قرارٍ مهمٍّ لا أذهبُ للتكلُّمِ معك كصديق، بل أتّخذُ قراري و أمضي إليك لتُعطيَني توقيعَك، وآخُذَ منكَ الموافقة فقط.
كيف بي أتذمّرُ بأنّني لا أراك و لا أسمعُكَ و لا أستطيعُ الشعورَ بك، وأنا لم أختارَكَ من البداية في حياتي، لم أضعكَ أوّلَ مرتبةٍ في أولويّاتي، لقد فعلتُ ما فعله شعبُ إسرائيل، إقتربت منك لأكرّمَكَ بشفتاي، وأمّا قلبي فبعيدٌ عنكَ.
أريدُ أن ألجأ إليك فتُلبِسَني الحلّةَ الجديدة، وتضع خاتمًا فى يدي و تذبح لي العجل المُسمَّن، لأنّني كنتُ تائهةً و أنتَ وجدتني…
ماريز عاقوري