هو وحده خيرنا الوحيد
من المفيد أن نرجعَ إلى نقطةٍ أساسيّةٍ في حياتنا الروحيّة وهي اختيار الله في المرتبة الأولى في حياتنا، ولنَسألْ أنفُسَنا: “هل اخترْنا الله فعلاً؟”.
في الواقع، إنّ اللهَ هو مَن اختارَنا أوّلاً. إختارَ الإنسانَ منذ البداية، كلَّ إنسان.
وَضَعَ يسوع الإنسان في المرتبة الأولى، وخلال حياتِه كلِّها عاشَ ليُعطينا حياتَه ويخلّصَنا.
أعطى يسوع أكبر قيمةٍ للإنسان إذ أنّه قدّم حياته وموته من أجله. لقد اختار كلَّ واحدٍ منّا من أجل مخطّطٍ خاصٍّ به، وعلينا أن نحقّق بدورنا هذا المخطّط حتّى لو كنّا نجهله. إذا عشنا إرادة الله لحظةً بعد لحظة، نستطيع أن نحقّقَ ذلك المخطّط ورُبّما دون أن نلاحظ، لنكتشفَ في آخر حياتنا ما كان وكيف توصّلنا إلى تحقيقه!
لا شكَّ بأنّ كلّ واحدٍ منّا أمام مرحلةٍ معيّنة، ما قبل اختيار الله وما بعد اختيار الله.
كلُّ شيءٍ يقدر أن يتهدَّمَ ويزول وتختفيَ قيمتُه، ولكن ما من قنبلةٍ ولا أيّ شيءٍ آخر بإمكانه أن يهدُمَ الله الذي اكتشفناه. في غضون الأيّام الصعبة، وفي بحر الأزمات حيث لا طمأنينة، بل قلقٌ وخوف، علينا أن نركّزَ حياتنا على الله. علينا أن نُعيدَ اختيارَ الله لنتخطّى محنةً هذه الأوقات. فلنَتَوقَّفْ لحظةً ونقول: “هل اخترتُ الله أم الطمأنينة والصحّة والوفاق في العائلة وأن يفهمَني مَنْ حولي…؟”.
لِنَقُلْ: “أنا أريدُكَ أنتَ يا ربّي ولا أبغي شيئًا سواك”، “أنت يا ربّي خيري الوحيد”.
من الضروريّ أن نردّدَ ذلك لأنّنا نحتاجُ إدخالَ هذه الحقيقة فينا بعمق حتّى نَعِيَ تمامًا بإنّه هو وحده “خيرنا الوحيد”.
دوري زمبوني
  إحدى رفيقات كيارا لوبيك الأوائل
Spread the love