هو أيضًا “ضحيّة زلزال”
تضرّرَتْ قريةٌ في جنوب بلدي جرّاءَ هزّةٍ أرضيّةٍ ضربت المنطقة، فذهبنا إليها للمساعدة. لدى وصولِنا استقبلَنا كاهن القرية، وطلبَ مِنّا أن نشاركَ في توزيع وجبات الطعام على السكّان الذين فقدوا كلَّ شيء. ما أن انتَهَيْنا حتّى عاد الكاهن ووضعَ أمامنا عشر علبٍ كبيرةٍ مليئةٍ بالأحذية المُستَعمَلَة لِنُرَتِّبَها قبل توزيعِها.
كنّا نفضّلُ الذهابَ لمُلاقاة الناس والتعرُّفِ عليهم وعلى حاجاتهم… لكنّنا تذكّرنا أنّه “يجبُ أن نعملَ الخيرَ الذي يريدُهُ اللهُ مِنّا في اللحظة الحاضرة”، لا الخير الذي نرغبُ أن نَفعَلَهُ نحن…
إنتهَتْ مُهمَّتُنا، وفي طريق العودة أوقفني شابٌّ من بلدٍ آخر يحاول الوصول إلى وطنه مُتكبِّدًا صعوباتٍ كثيرة.
كنّا نفضّلُ الذهابَ لمُلاقاة الناس والتعرُّفِ عليهم وعلى حاجاتهم… لكنّنا تذكّرنا أنّه “يجبُ أن نعملَ الخيرَ الذي يريدُهُ اللهُ مِنّا في اللحظة الحاضرة”، لا الخير الذي نرغبُ أن نَفعَلَهُ نحن…
إنتهَتْ مُهمَّتُنا، وفي طريق العودة أوقفني شابٌّ من بلدٍ آخر يحاول الوصول إلى وطنه مُتكبِّدًا صعوباتٍ كثيرة.
فكّرتُ في ذاتي: “هو أيضًا ضحيّةُ نوعٍ من الزلزال!”. وخلال الحديث فهمتُ أنّه لم يأكُلْ شيئًا منذ الصباح. توقّفتُ أمام مقهى حيث قدّمتُ له فنجانَ قهوةٍ وسندويش. أَوْصلتُهُ بعدئذٍ إلى محطّة القطار، لكن سرعانَ ما اكتشفتُ أنّه لا يملكُ مالاً، بل شيكًا مصرفيًّا لا يُمكنُ قبض قيمته إلّا في اليوم التالي. فأعطيتُهُ مالاَ كافيًا ليَجدَ غرفةً للمنامة ويشتريَ شيئًا للعشاء. سألني لماذا أفعل كلَّ ذلك فأجبت: “إنّنا أولادُ أبٍ واحدٍ هو الله”.
عند المساء كتَبتُ في مفكّرتي: “أشكرُ ربّي لأنّه أفْهَمَني أنّه كي أكونَ مسيحيًّا يجبُ أن أكونَ في داخلي “ضحيّة هزّةٍ أرضيّة”، أي دون ماضٍ، ودون أيّةِ ضمانةٍ في الحاضر أو في المستقبل. إنّها الطريقة الوحيدة لنضعَ اللهَ في المرتبة الأولى”.
عند المساء كتَبتُ في مفكّرتي: “أشكرُ ربّي لأنّه أفْهَمَني أنّه كي أكونَ مسيحيًّا يجبُ أن أكونَ في داخلي “ضحيّة هزّةٍ أرضيّة”، أي دون ماضٍ، ودون أيّةِ ضمانةٍ في الحاضر أو في المستقبل. إنّها الطريقة الوحيدة لنضعَ اللهَ في المرتبة الأولى”.
دومينغو منغانو