نفكّر أنا وزوجتي بإنجاب طفلٍ علّه يُقرّبُنا من بعضنا. ما رأيكِ ؟
يعتقد الكثير من الأزواج أنّ إنجاب طفل سيُخرجُهم من الأزمة التي يمرّون بها. لكنّهم لا يدركون أن الدافع وراء هذا القرار ليس الطفل بذاته، بل حاجتهم الخاصّة لمن يُعيدُ اللحمة بينهم، ناسين أنّ دخولَ الطفل إلى حياتهم يمكنُ أن يُحدثَ نوعًا من “التسونامي”… يحمل معه فرحًا لكنّه أيضًا يجعل الثنائي يختبران صلابة علاقتهما الزوجيّة. تتغيّر إنتظارات كلّ واحدٍ تجاه الآخر ويتقلّص بشكلٍ ملحوظٍ الوقتُ المخصّصُ لهما كزوجين. كما تتغيّر الأدوار، فمَن كان زوجًا أو زوجة، إبنًا أو بنتًا، يصبح أبًا أو أمًّا، وتزداد الواجبات والإلتزامات إلخ… لذا يصعب عليهما إدارة هذا الواقع الجديد إلاّ إذا كانت علاقتهما متينةً وثابتة. لكن حيث تكون العلاقة مهتزّة، لن يُحدِثَ وصولُ الطفل سوى انشقاقاتٍ تُسبّب بأزمةٍ أكبر وربّما أصعب.
يلعبُ أحيانًا الولد دورَ “المادّة اللاّصقة” بين الثنائيّ. وفي حال انفصال الوالدين ينتهي الأمر بإنهاك وإيلام العائلة كلّها. ولكن هل يعني ذلك أنّ عدم الإنفصال “من أجل الأولاد” هو الأفضل ؟
إنّ الخلافات تمتدّ طويلاً وتُولّد توتّراتٍ شديدة، وصولاً إلى نوعٍ من “الحرب اليوميّة” … وعندما يحاول الأزواج إخفاءَ خلافاتهم، يدخلون في أغلب الأحيان في الإحباط أو الكبت وعدم الرضى، ممّا يؤثّرُ سلبًا على العائلة كلّها، خاصّةً أنّ الأطفالَ يشعرون تمامًا بما يدور حولهم… في كلّ الأحوال لا يجوز أن نُحمّلَ الأولادَ عبءَ الحفاظ على وحدة العائلة، لأنّ لا مسؤوليّة لهم في هذا الأمر.
واجبٌ إذًا على كلّ ثنائيّ يريد حلاًّ لأزمته، أن يطلبَ مساعدة مرشدين أخصّائيّين في الحياة الزوجيّة، أو أصدقاء لديهم خبرة إيجابيّة في هذا المجال، أو جماعةٍ حاضنة، إلخ…، فالوحدة بينهم سوف ترتدّ خيرًا وفرحًا على العائلة كلِّها وهي بحدّ ذاتها “مدرسةٌ” في العلاقات البنّاءة للأولاد والأصحاب.
سيرينا سكوتو دابوسكو