هذا الصوت
إستأنفت عملي في مكانٍ جديد، وكانت الأمور صعبةً في البداية. كلّ شيء غير مستقرّ بالنسبة لي، وما يزيد من صعوبة الأمر أزمةُ المواصلات التي نعاني منها. لذلك، أصِلُ متعبةً إلى المدرسة.
أدركُ تمامًا بأنّ لدي واجباتٍ ومسؤوليّاتٍ تجاه الطلبة يجب أن أقوم بها على أكمل وجه، فأرضي ضميري وأرضي الله، ولكنّني على يقينٍ أيضًا بأنّني لا أنجح دائمًا في ذلك.
إضطُررتُ، منذ فترةٍ وجيزة، للتغيّب عن المدرسة. يومها إتّصلت بي زميلةٌ من الإدارة تعلّمُني أنّه تمّ اتّخاذ عدّة قراراتٍ في غيابي تتعلّق بالطلاّب. لم أوافق على هذه المقترحات لأنّني كنت قد وعدت تلاميذي بإجراء الإمتحانات في وقتٍ محدّد، ولكنّ الإدارة قامت بوضعها بوقتٍ مختلفٍ دون استشارتي، مما أغضبني كثيرًا، بخاصةٍ أنّني لا أريد أن أبدوَ كاذبةً أمام طلاّبي.
أبلغت زميلتي وبصوتٍ حادٍّ أنّني لن أعمل بهذه القرارات وأنا لا أوافق عليها. بعد أن أغلقت الهاتف، جلست مع نفسي وفكّرت بما قلت: أنا لا أوافق، أنا لن ألتزم … ورأيت أنّ نسبةَ الـ”أنا” عاليةٌ جدًّا. بالطبع أنا أعتبر أنّ الحقّ معي، ولكنّني قرّرتُ أن أتّصل بزميلتي وأكلّمَها بهدوءٍ حتّى لا نفقدَ السلام في ما بيننا. كان هذا صوتُ الله في داخلي يدعوني لعمل المحبّة هذا.
في الواقع، عدتُ والتزمتُ بقرار الإدارة. ومع قناعتي بأنّني على حقّ، إخترت أن تبقى العلاقة بيني وبين زميلتي جيّدة. حصدت ثمرة عملي عندما استقبلتني بفرحٍ ومحبّة، ولم تتأثّر بطريقة حديثي على الهاتف. أنا أدرك الآن أنّ ما حصل هو عمل الله في حياتي، هو من أعطاني القوّة لأثبُتَ بالمحبّة وأجعلَها تنتصر على كلّ شيء.
رندا – مصر
Spread the love