ها هو هنا

وها نحن على عتبة عامٍ جديد! وفي موسم الأعياد والحفلات والأنوار والهدايا الكلّ يبحث عن مشاعرَ قويّة، وبخاصّةٍ في ليلة رأس السنة. غالبًا ما يتحدّث الناس عن رغبتهم بقضاء أمسيةٍ “مختلفة”، عن لحظاتٍ “مخالفة” لما يعيشونه في رتابة أيّامهم، عن شيءٍ خارجٍ عن الروتين، عن أوقاتٍ فريدة… و غالبًا ما يحصدون فشلاً أو خيبة أملٍ أو تعثّرٍ بواقعٍ لم يتبدّل بل لكأنّه قد أصبح أشدّ مرارة!
وهذه المشاعر “الغريبة” التي يمكن أن يثيرَها التوقُ لفرحٍ جديد، والشوقُ للنور والدفء والأمان، هذه المشاعر التي تُغرِقُ النفسَ في الإرتباك والإنتظار والتمنّي والذهول، هذه المشاعر التي تترقّبُ انفجار الملايين من الألعاب الناريّة والمفرقعات كعلامةٍ على الإحتفال المبهج، هذه المشاعر التي تتمنّى أن تسمع ما يرضي خاطرَها، فتنتظر وتأمل بحظٍّ وافرٍ آتٍ من الأبراج والتوقّعات للسنة الجديدة، هذه المشاعر التي تحلم بعدم رؤية العمر الزمنيّ يتقدّم، هذه المشاعر التي في كلّ هذه الضوضاء تحلُمُ وتبحثُ عن طمأنينة البال والعيش بسلام…
تعالوا نحلم، فالحلم حقّ! ولكن دعونا لا نقفُ عند عتبة أحلامنا معتقدين أنّنا بجنوننا نقتربُ حتّى من ذيل أطرافها، بل تعالوا نبدأ بمعانقة أحلامنا، فنستغلّ هذه الليلة القادمة للتأمّل الشخصيّ والمشاركة الصادقة والوعد القاطع بالعيش بإخلاص والقيام بالدّور الفعّال لجعل من حولنا، كلّ من حولنا من إخوة وأخوات، يشعر بأنّه جزءٌ لا يتجزّأ من عائلتنا. هو المجهود الذي سيجعلنا نختبر كلّ هذه المشاعر دفعةً واحدة…
إنها ليلة رأس السنة وها هو عام ٢٠٢۳ يقرع بابَ عمرنا ليبدأ شيءٌ جديدٌ وغامضٌ، مختبىءٌ في حضن أيّامٍ جديدة… لكنّ شيئًا واحدًا يبقى مؤكّدًا، ألا وهو أننّا أضْحَينا كلّنا أكبر سنًا بعامٍ واحد، فلا ندع الوقت يهربُ منّا سدًى وأحرّ التمنيّات بعامٍ نعانق فيه أحلامنا…
ريما السيقلي
Spread the love