سمعتُ يومًا أنّ الخطيئةَ هي أن نستغلَّ الإخوة بدل أن نخدُمَهم، ماذا نعني بذلك؟
أوّلاً كلمةُ “أخ” تعني القريب؛ كلّ قريبٍ نعيشُ معه، في العمل في العائلة أو أيّ مكان آخر . يستغلّ الإنسانُ القريب لأهدافٍ أنانيّة عندما يقوم بشيءٍ يُسيءُ إليه كالسرقة والتعنيف والكذب إلخ… ولكن، يمكن أيضًا أن يُستغلَّ المُستَهْلِكَ في المجال الإقتصاديّ بالغشّ والتزوير والنصب، وفي الحياة المهنيّة عامّةً. مثلاً، عندما يطلبُ الطبيبُ فحوصاتٍ مِخْبَريّةٍ غير ضروريّة، أو يقوم المحامي بإجراءاتٍ ليس لها إفادة فقط بهدف زيادة الربح. هذه سرقةٌ وطريقةٌ من طرق إستغلال القريب للمصلحة الشخصيّة.
على نطاق أوسع، “الأخ” هو أيضًا كلّ سكّان مدينتي أو منطقتي. ممكنٌ مثلاً أن يَسْتَمْلِكَ المسؤولون في الإدارات العامّة مِلْكَ الجماعة لخدمة مصلحتهم الشخصيّة. كذلك في المؤسّسات العامّة عندما يستغلُّ المسؤولون مركزهم لمصالحهم الخاصّة أو مصلحة أصدقائهم أو حزبهم أو مجموعةٍ ينتمون إليها. يمكنُ إذن أن يستغلَّ الإنسانُ الإخوة كأفراد، ولكن أيضًا كجماعات، من خلال المؤسّسات التي وُجدَتْ أصلاً لخدمة المجتمع والخير العامّ، فيحرمون الجميع من الذي وُجِدَ أساسًا لخيرهم. هذا التصرّف له إسمٌ مُعترَفٌ به وهو الفساد.
في السنين الأخيرة، أصدرت الأمم المتّحدة والكنيسة وَثيقَتَيْن حول ظاهرة الفساد. تقولُ الكنيسة إنّ الفسادَ يُشوّه دور المؤسّسات العامّة لأنّها تقوم بخياراتٍ تخدمُ مصلحة أصحاب النفوذ، على حساب الخير العام. هذه أيضًا خطيئة، لأنّ دورَ المسؤولين هو استعمالُ سلطتهم لخدمة الخير العام.
كما وأنّ كلمة “أخ ” تتضمّن هنا كلّ ما هو “آخَر” بالنسبة إلينا، أشخاصًا وأشياء؛ وبالتالي فالطبيعة التي نعيشُ فيها هي “أخٌ” و”أختٌ” لنا ـ كما نذكر في نشيد المخلوقات للقدّيس فرنسيس الأسّيزي. لكنّنا مع الأسف نستغلّ الطبيعة ونلوّثُها لأهدافٍ أنانيّة، للربح الوفير والكلفة الأقلّ في الإنتاج…
نحن، على العكس، نريد أن نخدم الأخ، هذا هو التصرّف الإيجابيّ بحسب وصيّة المحبّة. نريد أن نعطي محبّتنا للأخ ونتجاوب مع حاجاته المادّيّة والروحيّة بكلّ ما لدينا من مواهِبَ وقدراتٍ وإمكانيّات. ولكن، لا ننسى أنّ العطاءَ يجلبُ العطاء فتصبح المحبّة متبادلة، محبّةٌ لا تسمحُ أن يسيطرَ الفساد
على العقول والقلوب.
على نطاق أوسع، “الأخ” هو أيضًا كلّ سكّان مدينتي أو منطقتي. ممكنٌ مثلاً أن يَسْتَمْلِكَ المسؤولون في الإدارات العامّة مِلْكَ الجماعة لخدمة مصلحتهم الشخصيّة. كذلك في المؤسّسات العامّة عندما يستغلُّ المسؤولون مركزهم لمصالحهم الخاصّة أو مصلحة أصدقائهم أو حزبهم أو مجموعةٍ ينتمون إليها. يمكنُ إذن أن يستغلَّ الإنسانُ الإخوة كأفراد، ولكن أيضًا كجماعات، من خلال المؤسّسات التي وُجدَتْ أصلاً لخدمة المجتمع والخير العامّ، فيحرمون الجميع من الذي وُجِدَ أساسًا لخيرهم. هذا التصرّف له إسمٌ مُعترَفٌ به وهو الفساد.
في السنين الأخيرة، أصدرت الأمم المتّحدة والكنيسة وَثيقَتَيْن حول ظاهرة الفساد. تقولُ الكنيسة إنّ الفسادَ يُشوّه دور المؤسّسات العامّة لأنّها تقوم بخياراتٍ تخدمُ مصلحة أصحاب النفوذ، على حساب الخير العام. هذه أيضًا خطيئة، لأنّ دورَ المسؤولين هو استعمالُ سلطتهم لخدمة الخير العام.
كما وأنّ كلمة “أخ ” تتضمّن هنا كلّ ما هو “آخَر” بالنسبة إلينا، أشخاصًا وأشياء؛ وبالتالي فالطبيعة التي نعيشُ فيها هي “أخٌ” و”أختٌ” لنا ـ كما نذكر في نشيد المخلوقات للقدّيس فرنسيس الأسّيزي. لكنّنا مع الأسف نستغلّ الطبيعة ونلوّثُها لأهدافٍ أنانيّة، للربح الوفير والكلفة الأقلّ في الإنتاج…
نحن، على العكس، نريد أن نخدم الأخ، هذا هو التصرّف الإيجابيّ بحسب وصيّة المحبّة. نريد أن نعطي محبّتنا للأخ ونتجاوب مع حاجاته المادّيّة والروحيّة بكلّ ما لدينا من مواهِبَ وقدراتٍ وإمكانيّات. ولكن، لا ننسى أنّ العطاءَ يجلبُ العطاء فتصبح المحبّة متبادلة، محبّةٌ لا تسمحُ أن يسيطرَ الفساد
على العقول والقلوب.
دجاني كازو