نركض للسلام

حركةٌ غيرُ اعتياديّةٍ منذ الصباح الباكر، في باحة مدرسة مار يوسف، قرنة شهوان (لبنان). ماذا يجري؟ نحن في يوم ١١ من شهر أيّار/ مايو. ها قد بدأت الإستعدادات والتحضيرات لحدثٍ سنويٍّ منتظَر، يأتي تحت عنوان: “نركض من أجل الوحدة”.
بديهيٌّ أن نقول إنّ الركض رياضةٌ مهمّةٌ ومفيدة، ولكن ما علاقة الركض بالوحدة؟
إنّه سباقٌ رمزيٌّ من أجل السلام، يشهدُ شباب مجموعة الفوكولاري في العالم كلّه، ومن خلاله، عن إيمانهم بأهميّة السلام والوحدة بين الشعوب والثقافات والأديان. يشاركُ بهذا الحدث مئاتُ الشباب والأولاد والعائلات وتلاميذ المدارس، كما جماعاتٌ من تقاليدَ ثقافيّةٍ مختلفة، للإحتفال معًا وبناء جسور التلاقي.
يركض المشاركون أو يمشون أو ينخرطون في مشاغلَ مختلفة، ليُعبّروا جماعيًّا عن رغبتهم في العيش بسلام، وسَعيِهِم لتعزيز الوحدة. يطبّقون من خلال الرياضة “القاعدة الذهبيّة” التي تدعو بأن نعامل الآخرين كما نودّ أن يعاملونا، ولا نفعل للآخرين ما لا نحبّ أن يفعلوه لنا.
يصادف هذا العام الذكرى العشرين لإنطلاق مبادرة “لنركض من أجل الوحدة”، ممّا منح هذا الحدث معنى خاصًّا. فكان السباق “يعانق الكوكب بموجةٍ من السلام”، كما وصفه أحدُ المشاركين، بالرغم من التحدّيات العالميّة العديدة والمؤلمة…
لماذا التركيز على الرياضة مثل الركض و كرة القدم وغيرها؟ لأنّ القيم الرياضيّة بنّاءة، تدرّب على العمل الجماعيّ والتسامح والصداقة، وتعزّز مهارات التواصل، وتمنح فهمًا أفضل للحقوق والمسؤوليّات والمشاركة المجتمعيّة.

من بين انطباعات المشاركين:
– في كلّ النشاطات الرياضيّة والترفيهيّة كما في سباق الركض تمازجت ألوان المحبّة من أجل الوحدة بين الجميع.
– كان يومًا حافلاً بالألعاب والأعمال اليدويّة والنشاطات الجماعيّة والرياضيّة، وقد سادت فيها أجواء التفاهم والصداقة والأخوّة. شعر الجميع أنّهم أفرادُ عائلةٍ إنسانيّةٍ واحدة.
– فرحنا جدا بمشاركة مجموعة
Living Peace
التي تهدف إلى نشر ثقافة السلام خصوصًا بين الشباب والطلاّب،
فهي تشهد وتشدّد على أهميّة التربية على سلوكيّات السلام، وهذا بالظبط ما نسعى إليه.

إعداد حياة فلاّح

Spread the love