من يجب أن يتغيّر؟
تكثُرُ أحيانًا خَيْباتُ الأمل ويتكرّر سوء التفاهم بين الأزواج، فيرغبُ كلُّ واحدٍ أن يتغيّرَ الآخر، لا بل أن يُغَيِّرَ الآخر… لكن هل هذا هو السبيل لِدَيْمومة الزواج؟
“عليه أن يتغيّر! لمصلحته!”
“تريد أن تغيّرَني! لا تُحبُّني كما أنا!”
“يجب أن نجد حلاًّ على الفور”…أَسْمعُ كثيرًا هذا النوع من الكلام في إطار عملي كمُعالِجةٍ نفسيّةٍ ومستشارةٍ للعلاقات الزوجيّة. كم أودُّ أن أملكَ عصًى سحريّةً تحلُّ هذه المشاكل بِلَمْح البصر! لكنّ الدراسات والخبرة تُبَرْهنُ بأنّنا لا يُمكنُ أن نغيّرَ سوى أنفسنا. لا أحد يستطيع أن يغيّرَ الآخَر! يُمكننا فقط العمل على ذاتنا، والمستشار للعلاقات الزوجيّة هو مُحترِفٌ يُعرِّفُ الأزواج على بعض الديناميّات والأدوات التي تساعدهم على تطوير العلاقة بينهم.
علينا أن نعترفَ أنّ نظرة كلِّ واحدٍ للأمور وللآخَر هي غالبًا شخصيّة، تنقصُها الموضوعيّة. نتوتّر جدًّا من أقوالٍ أو أفعالٍ تصدُرُ عن الآخَر. لماذا؟ وما الذي يحدث؟
علينا أن نُدركَ ما يولّدُهُ فينا موقفٌ محدّدٌ يستفزُّنا حتّى نتمكَّنَ من التعامُلِ معه بعقلانيّة. مثلاً إنّ عبارة: “هو يُوتِّرُني”، يُمكنُ أن تُتَرْجَم على هذا النحو: “أَغْضَبُ عندما يتصرّفُ بهذه الطريقة”. في الواقع، إنّ النظرَ والإستماعَ إلى شريكنا يُحدِثُ صدًى معيَّنًا فينا، قد نُحبُّه أو لا نُحبُّه، قد نكون قد تَصالحْنا معه أو لا نزال نكافح كي لا يطفوَ على السطح!
أو مثلاً، نطلبُ من الآخَر شيئًا معّينًا، ونقول له: “أنت لا تقول لي أبدًا بأنّك تحبّني”، وإذا قالها نجيب: “لكن هذا ليس تلقائيًّا!”، وندخلُ معه في مأْزقٍ يُؤْذينا ويُؤْذيه. إحدى الطرق للخروج من هذا الواقع هو أن نقلِّلَ من شأنه، قبل أن يصبحَ “دراما”!
إذا أردنا تغييرَ أمرٍ ما لا يُعجبنا في شريك حياتنا، لنسألْ أنفسنا: “ماذا أشعرُ حقيقةً؟ بما أفكِّر؟”، لِتَكن لدينا الشجاعة الكافية لِنُصغيَ لِذاتنا ولِنُغيّرَ ما يُمكنُ من تصرّفاتِنا أو ردّاتِ فِعْلِنا دون أن نتطلّبَ من الآخَر أن يكونَ مختلفًا.
أَقترحُ عادةً على الأزواج هذا التمرين: أكتبْ ثلاث نقاطٍ ترغبُ في تغييرها؛ ثمّ اكتبْ إلى جانب كلِّ نقطةٍ الشعورَ الذي تُولِّدُهُ فيك؛ أعِدْ قراءة ما كتبت وفكّر به؛ إختَرِ الآن إحدى هذه النقاط لمشاركتها في لحظة حوار، في لحظة استرخاءٍ وسلام، محاولًا التعبير عن أفكارك ومشاعرك؛ وفي النهاية تفاوض مع شريككَ على شيءٍ جديدٍ تُحقّقانه معًا.
إنّ التغييرَ تحدٍّ يتطلّبُ الكثير… لكن، يُمكننا دائمًا البدءَ به… يقول النورس للقطّ: “فقط أولئك الذين يجرؤون على الطيران هم الذين يطيرون”!
“تريد أن تغيّرَني! لا تُحبُّني كما أنا!”
“يجب أن نجد حلاًّ على الفور”…أَسْمعُ كثيرًا هذا النوع من الكلام في إطار عملي كمُعالِجةٍ نفسيّةٍ ومستشارةٍ للعلاقات الزوجيّة. كم أودُّ أن أملكَ عصًى سحريّةً تحلُّ هذه المشاكل بِلَمْح البصر! لكنّ الدراسات والخبرة تُبَرْهنُ بأنّنا لا يُمكنُ أن نغيّرَ سوى أنفسنا. لا أحد يستطيع أن يغيّرَ الآخَر! يُمكننا فقط العمل على ذاتنا، والمستشار للعلاقات الزوجيّة هو مُحترِفٌ يُعرِّفُ الأزواج على بعض الديناميّات والأدوات التي تساعدهم على تطوير العلاقة بينهم.
علينا أن نعترفَ أنّ نظرة كلِّ واحدٍ للأمور وللآخَر هي غالبًا شخصيّة، تنقصُها الموضوعيّة. نتوتّر جدًّا من أقوالٍ أو أفعالٍ تصدُرُ عن الآخَر. لماذا؟ وما الذي يحدث؟
علينا أن نُدركَ ما يولّدُهُ فينا موقفٌ محدّدٌ يستفزُّنا حتّى نتمكَّنَ من التعامُلِ معه بعقلانيّة. مثلاً إنّ عبارة: “هو يُوتِّرُني”، يُمكنُ أن تُتَرْجَم على هذا النحو: “أَغْضَبُ عندما يتصرّفُ بهذه الطريقة”. في الواقع، إنّ النظرَ والإستماعَ إلى شريكنا يُحدِثُ صدًى معيَّنًا فينا، قد نُحبُّه أو لا نُحبُّه، قد نكون قد تَصالحْنا معه أو لا نزال نكافح كي لا يطفوَ على السطح!
أو مثلاً، نطلبُ من الآخَر شيئًا معّينًا، ونقول له: “أنت لا تقول لي أبدًا بأنّك تحبّني”، وإذا قالها نجيب: “لكن هذا ليس تلقائيًّا!”، وندخلُ معه في مأْزقٍ يُؤْذينا ويُؤْذيه. إحدى الطرق للخروج من هذا الواقع هو أن نقلِّلَ من شأنه، قبل أن يصبحَ “دراما”!
إذا أردنا تغييرَ أمرٍ ما لا يُعجبنا في شريك حياتنا، لنسألْ أنفسنا: “ماذا أشعرُ حقيقةً؟ بما أفكِّر؟”، لِتَكن لدينا الشجاعة الكافية لِنُصغيَ لِذاتنا ولِنُغيّرَ ما يُمكنُ من تصرّفاتِنا أو ردّاتِ فِعْلِنا دون أن نتطلّبَ من الآخَر أن يكونَ مختلفًا.
أَقترحُ عادةً على الأزواج هذا التمرين: أكتبْ ثلاث نقاطٍ ترغبُ في تغييرها؛ ثمّ اكتبْ إلى جانب كلِّ نقطةٍ الشعورَ الذي تُولِّدُهُ فيك؛ أعِدْ قراءة ما كتبت وفكّر به؛ إختَرِ الآن إحدى هذه النقاط لمشاركتها في لحظة حوار، في لحظة استرخاءٍ وسلام، محاولًا التعبير عن أفكارك ومشاعرك؛ وفي النهاية تفاوض مع شريككَ على شيءٍ جديدٍ تُحقّقانه معًا.
إنّ التغييرَ تحدٍّ يتطلّبُ الكثير… لكن، يُمكننا دائمًا البدءَ به… يقول النورس للقطّ: “فقط أولئك الذين يجرؤون على الطيران هم الذين يطيرون”!
أنجيلا مامّانا (المدينة الجديدة إيطاليا)
معالجة نفسيّة ومستشارة للعلاقات الزوجيّة