من أكبر نِعَم الله على الإنسان
من أكبر نِعَم الله على الإنسان، نعمة الإدراك، فحين يُدرك الإنسان معنى وجوده، يصل إلى فَهمِ نفسه، ورسالته، ومعرفة الكنوز الموجودة بداخله. من هذه الكنوز: روح الحبّ، لأنّه أساس ونبع الحياة. ولكي يصلَ الإنسان لمعنى الحبّ وفهمِه، يحتاج إلى استعداداتٍ داخليّةٍ تؤهّلُهُ لإحترام وحُبِّ ذاته وكلِّ مَن حوله.
إنّ بداية إدراكي لما بداخلي بدأ معي بطريقةٍ تلقائيّة، عفويّةٍ في بادئ الأمر، إذ راودني شعورٌ داخليٌّ لم أكُنْ أفهمُهُ في البداية، إلّا إنّه كان يزدادُ عمقًا يومًا بعد يوم. كنت أتساءل كثيرًا عن سبب وجودي في الحياة: هل هو صدفة؟ هل هو مقصود؟ ثمّ عن طريق بعض الوسائل التي أستندُ عليها كأسلوبٍ تربويٍّ في المدارس والجمعيّات، لقد اكتشفتُ شيئًا فشيئًا بأنّ كلّ كياني وكلَّ ما أنا عليه ما هو إلّا حبٌّ كبيرٌ غامرٌ تعجزُ نفسي عن الإحتفاظ به لذاتي، وقد تحوّل هذا الحبّ إلى طاقةٍ نشطة تفيدُ مَن حولي! تمنّيتُ أن أوظّفَ هذه الطاقة بشكلٍ عمليٍّ لإفادة الآخرين.
وجدتُ في نفسي رغبةً مُلحّةً في إصلاح “اليوم”، إصلاح “اللحظة الحاضرة” التي أعيشُها الآن، من أجل غدٍ أعظم وأفضل، فعمِلتُ على أن أوظّفَ بقدر الإمكان الوزنات التي وضعها اللهُ بداخلي لصالِحِ كلّ من يحتاج إلى مساعدة. ونتيجة توجيهاتِ ونصائحَ البعضِ لي، مثل ابي وأمي وإخوتي، أصبحتُ أنا القيّم على أفكاري وأعمالي، أحاسِبُ عليها نفسي بشدّة. تعلّمتُ بذلك حبّ الحياة، وتغيّرَتْ نظرتي إليها: أردتُ أن أكون شمعةً صغيرةً تنيرُ الطريقَ لمن يشعرون أنّ حياتَهم ظلامٌ يتخبّطون فيه بلا هدى، ويبحثون عن يدٍ تساعدهم على معرفة الطريق.
طلبتُ من الله أن ينيرَ دربي أوّلاً حتّى أعرفَ لمن أتّجه. ومع الأيّام، بل السنين، أحسستُ أنّ أكثر الأشخاص إحتياجًا للمساعدة هم الأطفال والشباب، رجال وقادة الغد، خاصّةً الذين لايجدون من يهتمّ بهم؛ إنّها فئةٌ مستهدفةٌ بكلّ أنواع الشرور، معرّضةٌ لكلّ أنواع المخاطر التي تعمل على أن تجعلَ منهم أجيالاً فاشلة، ضائعة، نتيجة الإهمال واللامبالاة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانيّة.
بدأتُ بالفعل رسالتي في مجال التربية والتعليم، وبفضل شقيقتي الأكبر التي كرَّستْ حياتَها لخدمة الأبناء والبنات المُهمّشين، كان لا بُدَّ لي أن أعلّمَ هؤلاء الأطفال والشباب أنّ لكلّ فعلٍ ردُّ فعلٍ مشابه، لكلِّ فِعْلِ خيرٍ ثواب، كما أنّ لكلّ خطأٍ عقاب.
كانوا يحتاجون إلى تهذيبٍ خُلُقِيّ وإعادةِ تقويمٍ إجتماعيّ. أتذكّرُ قيام صراعاتٍ نفسيّةٍ داخلهم عند محاولات إقناعهم بتغيير أسلوب حياتهم، وهنا وجدتُ أنّ التوجيهَ والتربيةَ الحقيقيّة لا تكون أبدًا بالقسوة، وإنّما بالحُبّ والتسامح والإحترام والإتّفاق مع الطفل أو الشابّ على البديل، أي على الثواب أو العقاب الذي يُحدّده هو لنفسه، حتّى يكونَ ملتزمًا بما يَعدُ به ، فنحصل في النهاية على مكسبٍ مُشترَك.
عملتُ بكلّ صبرٍ على مساعدة هؤلاء من التخلُّص من العادات السيّئة، وحاولتُ تنمية روح الخدمة لديهم، وسعيتُ جاهدًا على غرسِ هذه الروح داخل كلِّ طفلٍ وشابٍّ قابلتُه. عملتُ على تهذيب أرواحهم وتدريبها على مساعدة الغير ونشر السلام. فمن يعرف كيف يسامح نفسه ويقبل ذاته كما هي، يكون قادرًا على مسامحة الآخرين، وقبول الآخر أيضًا كما هو.
ما زلتُ أؤكّدُ على أنّ هذا الأسلوب في تكوين وإعادة تكوين الأطفال والشباب بسيط، ولكنّه يستلزمُ مجهودًا وصبرًا كبيرين.
إنّ بداية إدراكي لما بداخلي بدأ معي بطريقةٍ تلقائيّة، عفويّةٍ في بادئ الأمر، إذ راودني شعورٌ داخليٌّ لم أكُنْ أفهمُهُ في البداية، إلّا إنّه كان يزدادُ عمقًا يومًا بعد يوم. كنت أتساءل كثيرًا عن سبب وجودي في الحياة: هل هو صدفة؟ هل هو مقصود؟ ثمّ عن طريق بعض الوسائل التي أستندُ عليها كأسلوبٍ تربويٍّ في المدارس والجمعيّات، لقد اكتشفتُ شيئًا فشيئًا بأنّ كلّ كياني وكلَّ ما أنا عليه ما هو إلّا حبٌّ كبيرٌ غامرٌ تعجزُ نفسي عن الإحتفاظ به لذاتي، وقد تحوّل هذا الحبّ إلى طاقةٍ نشطة تفيدُ مَن حولي! تمنّيتُ أن أوظّفَ هذه الطاقة بشكلٍ عمليٍّ لإفادة الآخرين.
وجدتُ في نفسي رغبةً مُلحّةً في إصلاح “اليوم”، إصلاح “اللحظة الحاضرة” التي أعيشُها الآن، من أجل غدٍ أعظم وأفضل، فعمِلتُ على أن أوظّفَ بقدر الإمكان الوزنات التي وضعها اللهُ بداخلي لصالِحِ كلّ من يحتاج إلى مساعدة. ونتيجة توجيهاتِ ونصائحَ البعضِ لي، مثل ابي وأمي وإخوتي، أصبحتُ أنا القيّم على أفكاري وأعمالي، أحاسِبُ عليها نفسي بشدّة. تعلّمتُ بذلك حبّ الحياة، وتغيّرَتْ نظرتي إليها: أردتُ أن أكون شمعةً صغيرةً تنيرُ الطريقَ لمن يشعرون أنّ حياتَهم ظلامٌ يتخبّطون فيه بلا هدى، ويبحثون عن يدٍ تساعدهم على معرفة الطريق.
طلبتُ من الله أن ينيرَ دربي أوّلاً حتّى أعرفَ لمن أتّجه. ومع الأيّام، بل السنين، أحسستُ أنّ أكثر الأشخاص إحتياجًا للمساعدة هم الأطفال والشباب، رجال وقادة الغد، خاصّةً الذين لايجدون من يهتمّ بهم؛ إنّها فئةٌ مستهدفةٌ بكلّ أنواع الشرور، معرّضةٌ لكلّ أنواع المخاطر التي تعمل على أن تجعلَ منهم أجيالاً فاشلة، ضائعة، نتيجة الإهمال واللامبالاة والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانيّة.
بدأتُ بالفعل رسالتي في مجال التربية والتعليم، وبفضل شقيقتي الأكبر التي كرَّستْ حياتَها لخدمة الأبناء والبنات المُهمّشين، كان لا بُدَّ لي أن أعلّمَ هؤلاء الأطفال والشباب أنّ لكلّ فعلٍ ردُّ فعلٍ مشابه، لكلِّ فِعْلِ خيرٍ ثواب، كما أنّ لكلّ خطأٍ عقاب.
كانوا يحتاجون إلى تهذيبٍ خُلُقِيّ وإعادةِ تقويمٍ إجتماعيّ. أتذكّرُ قيام صراعاتٍ نفسيّةٍ داخلهم عند محاولات إقناعهم بتغيير أسلوب حياتهم، وهنا وجدتُ أنّ التوجيهَ والتربيةَ الحقيقيّة لا تكون أبدًا بالقسوة، وإنّما بالحُبّ والتسامح والإحترام والإتّفاق مع الطفل أو الشابّ على البديل، أي على الثواب أو العقاب الذي يُحدّده هو لنفسه، حتّى يكونَ ملتزمًا بما يَعدُ به ، فنحصل في النهاية على مكسبٍ مُشترَك.
عملتُ بكلّ صبرٍ على مساعدة هؤلاء من التخلُّص من العادات السيّئة، وحاولتُ تنمية روح الخدمة لديهم، وسعيتُ جاهدًا على غرسِ هذه الروح داخل كلِّ طفلٍ وشابٍّ قابلتُه. عملتُ على تهذيب أرواحهم وتدريبها على مساعدة الغير ونشر السلام. فمن يعرف كيف يسامح نفسه ويقبل ذاته كما هي، يكون قادرًا على مسامحة الآخرين، وقبول الآخر أيضًا كما هو.
ما زلتُ أؤكّدُ على أنّ هذا الأسلوب في تكوين وإعادة تكوين الأطفال والشباب بسيط، ولكنّه يستلزمُ مجهودًا وصبرًا كبيرين.
جوزيف يعقوب