من أجل كنيسةٍ مُرسَلَة

ألقت مارغريت كرّام، رئيسة مجموعة الفوكولاري، من ساحة القدّيس بطرس في مدينة الفاتيكان يوم ٢٧ أكتوبر/تشرين الأوّل ٢٠٢٤، كلمةً في ختام الجمعيّة العامّة العاديّة السادسة عشرة للسينودس، جاء فيها:

“أعزّائي جميعًا، إنتهى للتوّ القدّاس الختاميّ للسينودس. كما تعلمون، لقد عشنا هذه الخبرة، هذه المسيرة السينودسيّة لمدّة ثلاث سنوات. وكانت نعمةً هائلةً وهديّةً من الله.
لقد جاء في عظة قداسة البابا فرنسيس ما يلي :”لا نريد كنيسةً صامتة، بل كنيسةً تسمع صرخة الإنسانيّة. لا نريد كنيسةً جالسة، بل كنيسةً واقفة. لا نريد كنيسةً ثابتة في مكانها، بل كنيسةً مُرسلة، تسير مع الربّ يسوع في طرقات العالم”. ثمّ أضافت مارغريت قائلة: “هذه كانت خبرتي طوال هذا الشهر. لقد تأمّلنا في العديد من المواضيع، والعديد من التحدّيات التي تعيشُها الكنيسة اليوم، وما يعيشه العالم من حروبٍ وهجرة. واجهنا في هذا السينودس أشياء أخرى كثيرة، واجهناها بطريقةٍ سينودسيّةٍ حقيقيّة. لقد كان تمرينًا يوميًّا. كان وجود الأساقفة، والكرادلة، والعلمانيّين والمتزوّجين نساءً ورجالاً، والمندوبين من مختلف الكنائس المسيحيّة، غنًى كبيرًا بالنسبة لنا. لقد أغنوا تفكيرَنا وزادوا حقًّا الشركة بيننا، أي بين الكنيسة كاثوليكيّة والكنائس الأخرى.
إنتابني فرحٌ عظيمٌ إذ شاهدت حلم كيارا لوبيك، مؤسِّسة الفوكولاري، يتحقّق: كنيسةٌ أكثر شركة، كنيسةٌ قادرةٌ على التعبير عن الإنسجام، كما أخبرنا البابا حين قال إنّ الكلمة الرئيسيّة لهذا السينودس، لِما اختبرناه، كانت الوحدة والإنسجام(…).
من المهمّ ألّا تنتهي هذه المرحلة هنا، بل أن تكون حقًّا نقطة انطلاقٍ للجميع، بالسير معًا. فالسينودس كان يحمل هذا العنوان: “من أجل كنيسةٍ مُرسَلَة”، في المشاركة، وفي الشركة، وفي الرسالة.
تتكوّن الوثيقة من خمسة أجزاء:
۱- “مدعوّون من الروح القدس إلى التوبة”. إنّها الدعوة إلى التوبة، فالسينودس يُشبه نبوءةً ذات طبيعةٍ إجتماعيّةٍ تحتاج إلى روحانيّةٍ كي تعيشَها، سينودسيّة تتطلّب روحانيّة. ولكي نعيش هذه الروحانيّة هناك حاجةٌ للزهد والتواضع والصبر للسير معًا، ولكن أيضًا الإستعداد لأن نغفر وأن يُغفَر لنا.
٢- “توبة العلاقات”، ففي أساس كلّ شيءٍ توجد علاقةٌ مع الأشخاص الذين نتحاور معهم. إذن العناية بالعلاقات ليست شيئًا استراتيجيًّا، أو أداةً لزيادة الفعاليّة التنظيميّة، بل هي الطريقة التي أعلن بها اللهُ الآب نفسه في يسوع، في الروح”.
٣- “توبة عمليّة”، أي تمييز طريقتنا بعَيْشِ إداراتنا ومسؤوليّاتنا في الكنيسة، وفي الجماعات التي ننتمي إليها. لذا من المهمّ أن نعيش الشفافيّة والمُساءَلة، وبالتالي أن نقيّمَ كلّ ما نقوم به ونديره، لنكون أصحاب مصداقيّة أمام المجتمع أيضًا.
٤- “توبة الروابط”، فالتوبة السينودسيّة تدعو كلَّ شخصٍ إلى توسيع مساحة قلبه، ذلك المكان الأوّل الذي يتردّد فيه صدى جميع علاقاتنا، العلاقات المتجذّرة بين كلّ فردٍ مع يسوع ومع الكنيسة.
٥- “التنشئة”، وأهميّتها لنا جميعًا، وأهميّة التنشئة المتكاملة المستمرّة والمشتركة على جميع المستويات.
إنّها بالفعل مسؤوليّةٌ كبيرة، هي بمثابة نداءٍ لنا جميعًا، مثل دعوةٍ جديدةٍ لِعَيْشِ رسالة هذا السينودس”.

المدينة الجديدة

Spread the love