من أجلي
كتب القدّيس بولس، في كلامٍ له عن يسوع “جادَ بنفسه من أجلي” غلاطية(٢/٢٠)، وكلٌّ منّا يستطيع أن يردّدَ مع الرسول “من أجلي”. إذا كنتَ قد مُتَّ من أجلي يا يسوع، كيف أستطيع أن أشكَّ في رحمتك؟ وإذا كنتُ أؤمنُ بذلك إيمانًا يُعلّمني أنّ إلهًا مات من أجلي، فكيف لا أجازفُ بكلّ شيءٍ مقابل هذا الحبّ؟
“من أجلي”، هذه هي العبارة التي تزيلُ عزلة أكثر الناس عزلة، وتؤلّه الإنسان الأكثر فقرًا وحقارة، وتملأ قلبَ كلِّ امرىءٍ من النِعَمِ الإلهيّة، فتفيض على من لا يعرف بشرى الخلاص أو لا يتذكّرها.
“من أجلي”، من أجلي هذه الآلام كلّها يا يسوع؟ من أجلي هذه الصرخة؟
لن تدعَ نفسي تهلك، ولن تدع نفوس إخوتي البشر تهلك، لأنّك دفعتَ الثمنَ وكان باهظًا جدًّا.
لقد أَدْخَلْتَني إلى حياة السماء كما أَدْخَلَتْني أمّي إلى حياة الأرض. إنّك لا تفكّر إلاّ بي وبكلّ واحدٍ منّا، فتُعطِيني الشجاعة لأحيا حياةً مسيحيّة، وتساعدني على المِضِيِّ قُدُمًا بقوّةٍ تفوق قوّة عالمٍ يحاولُ أن يدفع بي إلى الخلف.
“من أجلي”، “من أجلي”، “من أجلي” كلُّ هذا. فَدَعْني أقول لك: “من أجلك” طوال السنوات المتبقّية من حياتي.
كتبت كيارا لوبيك هذا التأمّل في عيد ميلادها السادس والأربعين، ٢۳ سنة بعد تكرّسها الكامل لله. في ذلك اليوم سجدت بضعَ ساعاتٍ أمام المصلوب وفهمَتْ أنّ الخطيئةَ هي الشكُّ برحمة الله، والخطأ هو أن نعتقدَ بأنّنا وحيدون، مَنْسيّون، منبوذون … إنّ حياة المسيحيّ هي قصّةُ حبٍّ مع الذي يُحبّنا حبًّا لا متناهيًا، ونحبُّه بالمقابل بكرامةٍ وحرّيّةٍ عظيمَتَيْن: “دعني أقول لك، “من أجلك”، طوال السنوات المتبقّية في حياتي”.
تقول كيارا: “إنّ اللهَ يُحبّنا حبًّا عظيمًا”…، إنّ اللهَ يُحبّني حبًّا عظيمًا فهو دائمًا هنا، حاضرٌ في كلّ مكان ويُعلّمني، ماذا يعلّمني؟ يعلّمني أنّ كلَّ شيءٍ هو محبّة: أنا وكلّ ما يحدُثُ في حياتي… أنا ابنته وهو أبي… حبُّهُ يشملُ كلَّ شيء، حتّى الأخطاء التي أرتكبُها… هو يُساندني ويفتح عينيّ على كلّ شيء وعلى الجميع…
ربّي ، ليُحوّلْ موتُكَ “من أجلي” قلبي، فلا يترك له سوى حاجةً واحدة، وهي أن أُحبّ “من أجلك”، وليحوّلْ عقلي لتُصبحَ كلُّ أفكاري مطابقةً لحبّكَ الأبدي، حبّك العظيم.
“من أجلي”، هذه هي العبارة التي تزيلُ عزلة أكثر الناس عزلة، وتؤلّه الإنسان الأكثر فقرًا وحقارة، وتملأ قلبَ كلِّ امرىءٍ من النِعَمِ الإلهيّة، فتفيض على من لا يعرف بشرى الخلاص أو لا يتذكّرها.
“من أجلي”، من أجلي هذه الآلام كلّها يا يسوع؟ من أجلي هذه الصرخة؟
لن تدعَ نفسي تهلك، ولن تدع نفوس إخوتي البشر تهلك، لأنّك دفعتَ الثمنَ وكان باهظًا جدًّا.
لقد أَدْخَلْتَني إلى حياة السماء كما أَدْخَلَتْني أمّي إلى حياة الأرض. إنّك لا تفكّر إلاّ بي وبكلّ واحدٍ منّا، فتُعطِيني الشجاعة لأحيا حياةً مسيحيّة، وتساعدني على المِضِيِّ قُدُمًا بقوّةٍ تفوق قوّة عالمٍ يحاولُ أن يدفع بي إلى الخلف.
“من أجلي”، “من أجلي”، “من أجلي” كلُّ هذا. فَدَعْني أقول لك: “من أجلك” طوال السنوات المتبقّية من حياتي.
كتبت كيارا لوبيك هذا التأمّل في عيد ميلادها السادس والأربعين، ٢۳ سنة بعد تكرّسها الكامل لله. في ذلك اليوم سجدت بضعَ ساعاتٍ أمام المصلوب وفهمَتْ أنّ الخطيئةَ هي الشكُّ برحمة الله، والخطأ هو أن نعتقدَ بأنّنا وحيدون، مَنْسيّون، منبوذون … إنّ حياة المسيحيّ هي قصّةُ حبٍّ مع الذي يُحبّنا حبًّا لا متناهيًا، ونحبُّه بالمقابل بكرامةٍ وحرّيّةٍ عظيمَتَيْن: “دعني أقول لك، “من أجلك”، طوال السنوات المتبقّية في حياتي”.
تقول كيارا: “إنّ اللهَ يُحبّنا حبًّا عظيمًا”…، إنّ اللهَ يُحبّني حبًّا عظيمًا فهو دائمًا هنا، حاضرٌ في كلّ مكان ويُعلّمني، ماذا يعلّمني؟ يعلّمني أنّ كلَّ شيءٍ هو محبّة: أنا وكلّ ما يحدُثُ في حياتي… أنا ابنته وهو أبي… حبُّهُ يشملُ كلَّ شيء، حتّى الأخطاء التي أرتكبُها… هو يُساندني ويفتح عينيّ على كلّ شيء وعلى الجميع…
ربّي ، ليُحوّلْ موتُكَ “من أجلي” قلبي، فلا يترك له سوى حاجةً واحدة، وهي أن أُحبّ “من أجلك”، وليحوّلْ عقلي لتُصبحَ كلُّ أفكاري مطابقةً لحبّكَ الأبدي، حبّك العظيم.
فلورنس جيللى