مغلّف تحت الوسادة
تعاني ابنتي وعمرها عشر سنوات من مرضٍ في معدتها جعلنا ندخل المستشفى ونمكث فيه فترةً ليست بقليلة، وعلى حسابنا.
قبل دخولنا بيوم واحد، قَبض أخوها أوّل راتبٍ له وكنّا قد اتّفقنا في العائلة أن نقدّم باكورة راتبه للكنيسة. وهكذا كان، ورغم الوضع المادّي الصعب الذي كنّا نمرّ به.
إضطررنا للرجوع إلى المستشفى لإجراء فحوصاتٍ مخبريّةٍ مُكلفةٍ جدًّا، لكنّ المال الذي كنتُ أملكه كان قد نفد. ما العمل؟
وإذ بخادم الكنيسة يأتي على غفلةٍ لزيارتنا ويسألني إن كنتُ بحاجةٍ لشيء. لم أستطع أن أقول له إنّني بحاجةٍ فعلاً… لكنّي اكتشفتُ بعد رحيله أنّه ترك مغلّفًا تحت الوسادة في داخله المبلغ نفسه الذي أعطاه ابني للكنيسة! ما أكرمَكَ يا ربّ! كرمُك يفوق دائمًا عطاءنا!
منى – القاهرة
***************************************

صعبٌ ومعقّد

لديّ زميلٌ في العمل، كبيرٌ في السنّ، وأجد صعوبةً كبيرةً في التواصل معه أو حتّى في إيجاد تفاهمٍ بيننا. تفكيرُهُ معقّدٌ للغاية، والمشكلة أنّني من حيث الوظيفة أعلى منه رتبة، ومع ذلك، فأنا بحاجةٍ للراحة النفسيّة والمعنويّة في سياق العمل. أرغبُ في أن أحبَّه، وأحترمَه، ولكن على الأمور في المكتب أن تسير كما ينبغي أن تكون. وهنا يكمن التحدّي: كيف لي أن أحبَّ هذا الشخص وأن أراه كما يراه الله، في حين أنّ كلَّ ما يفعله يعاكس ذلك؟ كلُّ شيءٍ فيه يعارض ما أسعى إليه، فهو يتعامل وكأنّه هو المتفوّق، هو العالم بالأمور، وهذا أمرٌ مرهقٌ ومتعب.

ما حدث مؤخرًا، منذ يومين تقريبًا، أنني كنت أفكر كثيرًا بهذا الأمر. قلت في نفسي: “أنا أحاول لكن الأمر صعب جدًا”. ومع ذلك، قررت في النهاية أن عليّ أن أقبله كما هو. قلت لنفسي: “أنتِ لن تغيّريه. ولكن ربّما عليكِ أن تحبّيه كما هو، بطباعه وشخصيّته وطريقته في التفكير والتصرّف، هذا ما يطلبه الله منكِ”.

وهكذا كان. في كلّ مرّة كنت فيها أصلّي وأطلب من الله العون، كنت أشعرُ حقًا أنّ الله يساندني. فالأمر ليس سهلًا، لأنّنا بشر، ويعثر علينا القيام ببعض الخطوات، أو على الأقلّ نجد صعوبةً في ذلك. لكن، عندما نطلبُ من الله أن يمنحنا النعمة لفعل هذا، فإنّه يستجيبُ ويُعينُنا، لأنّنا في النهاية خيارُنا هو أن نحبّ. ألمهمّة صعبة، ولكنّها ليست بمستحيلة. هذا ما اختبرته مؤخّرًا، وكان سبب تغيير نمط تفكيري وطريقتي بالتعامل. عرفتُ مؤخّرًا أنّ زوجته مريضة، فكنتُ أسألُ عنها باستمرار وأطمئنُّ على صحّتها. راح يشكرني متأثّرًا باهتمامي وبسؤالي، وكانت تلك مناسبةٌ لتقوية العلاقة بيننا. هو لم يتغيّر ولكن كان للمحبّة الكلمة الأخيرة.

دانا – الأردن
Spread the love