معرفة متبادلة للحضارات
إلتقى قداسة البابا فرنسيس في مطلع نوفمبر وفي مملكة البحرين بفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيّب، شيخ الأزهر، وذلك في صدد مشاركتهما في ملتقى للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنسانيّ”.
هذه الصداقة التي وُلدت بينهما، ومنذ بضع سنوات، فتحت آفاقًا جديدة مع ولادة وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، لتصبحَ هذه الأخيرة مرجعًا ونموذجًا ونهجًا يمثّل أساسًا لبناء السلام والوئام والإحترام المتبادل والتسامح. كان هذا ما أفصح به فضيلة الإمام الأكبر عند لقائه بأخيه قداسة البابا فرنسيس معربًا له عن تقديره وفرحه بلقائه. كما رحّب البابا بدوره بفضيلة الإمام الأكبر منوِّهًا بجهود الأزهر الشريف في نشر الأخوّة الإنسانيّة وتعزيز مبادىء السلام والتضامن.
وفي رحلة العودة من البحرين وخلال مؤتمرٍ صحفيّ، روى البابا فرنسيس تفاصيلَ مهمّةٍ حول صداقته بالإمام الأكبر وكيف وُلدَت تلك الصداقة. أوجز البابا فرنسيس قصّة هذه الصداقة ببضع كلماتٍ يجدر بنا أن نسمعها منه: «كان “الطيّب” قد أتى إلى الفاتيكان في زيارة رسميّة… وكان قد حان وقت الغداء وهو يهمُّ بالمغادرة. أذهب لوداعه، وإذ بي، وبسؤالٍ نابعٍ من القلب أقول له: “ولكن أين ستتناول الغداء؟”. “لا أعرف”، أجابني… فقلت: “هيّا بنا نتناول الغداء معًا”. جلسنا حول المائدة، هو وسكرتيره ومستشاران، وأنا وسكرتيري ومستشاري. تناولنا الخبز وبعدها تقاسمناه وقدّمناه لبعضنا البعض، وتقديم الخبز هو بحدِّ ذاته تعبيرٌ عن لفتة صداقة. لقد كان غداءً لطيفًا للغاية، أخويًّا للغاية. وفي نهاية الغداء لا أعرف لمن خطرت هذه الفكرة: “لم لا نؤرّخ هذا اللقاء؟”.
هكذا وُلدت وثيقة أبو ظبي الشهيرة حول الأخوّة الإنسانيّة والتي وقّعاها كلاهما. تحوّلت هذه الوثيقة في غضون سنواتٍ قليلةٍ لعلاقةٍ مهمّة، ليس فقط ما بين هذين الرجُلَيْن العظيمَيْن، ولكن أيضًا ما بين المؤمنين من الدّيانَتَيْن. نعم، لقد أضحت هذه الوثيقة مرجعًا في عالم الحوار الرسميّ بين الأديان.
أعرب قداسة البابا عن تأثًّره بمداخلات الإمام الأكبر في البحرين الذي أعرب عن إصراره على الحوار الإسلاميّ – الإسلاميّ، في سبيل التفاهم المتبادل والعمل معًا. فقد ناشد فضيلة الإمام رجال الدّين المسلمين في كلّ جزءٍ من العالم أن يلتزموا ومن كلّ قواهم بحوارٍ “إسلاميّ- إسلاميّ”.
تطلّع فضيلة الإمام إلى المستقبل بنظرةٍ إيجابيّةٍ ومتفائلة، مقتنعًا بأنّ “الشرق والغرب لن يجدا نفسَيْهما معزولَيْن عن بعضهما البعض كما حدث في القرن الماضي”. من المأمول حدوث تبادلٍ حقيقيّ بين العالمَيْن، وخلقِ نسيجٍ إجتماعيٍّ يعيش فيه الناس بطريقةٍ متكاملةٍ وبنّاءة. كلُّ هذا سوف يساهم في تفضيل “ظهور علاقاتٍ إنسانيّةٍ جديدة وحضارةٍ سلميّة، تُحفَظُ فيها ثقافاتُ الشعوب وخصوصيّاتها وتمايزها.
هي “المعرفة المتبادلة للحضارات” كردِّ فِعلٍ على “نظريّة صراع الحضارات” نفسها.
هذه الصداقة التي وُلدت بينهما، ومنذ بضع سنوات، فتحت آفاقًا جديدة مع ولادة وثيقة الأخوّة الإنسانيّة، لتصبحَ هذه الأخيرة مرجعًا ونموذجًا ونهجًا يمثّل أساسًا لبناء السلام والوئام والإحترام المتبادل والتسامح. كان هذا ما أفصح به فضيلة الإمام الأكبر عند لقائه بأخيه قداسة البابا فرنسيس معربًا له عن تقديره وفرحه بلقائه. كما رحّب البابا بدوره بفضيلة الإمام الأكبر منوِّهًا بجهود الأزهر الشريف في نشر الأخوّة الإنسانيّة وتعزيز مبادىء السلام والتضامن.
وفي رحلة العودة من البحرين وخلال مؤتمرٍ صحفيّ، روى البابا فرنسيس تفاصيلَ مهمّةٍ حول صداقته بالإمام الأكبر وكيف وُلدَت تلك الصداقة. أوجز البابا فرنسيس قصّة هذه الصداقة ببضع كلماتٍ يجدر بنا أن نسمعها منه: «كان “الطيّب” قد أتى إلى الفاتيكان في زيارة رسميّة… وكان قد حان وقت الغداء وهو يهمُّ بالمغادرة. أذهب لوداعه، وإذ بي، وبسؤالٍ نابعٍ من القلب أقول له: “ولكن أين ستتناول الغداء؟”. “لا أعرف”، أجابني… فقلت: “هيّا بنا نتناول الغداء معًا”. جلسنا حول المائدة، هو وسكرتيره ومستشاران، وأنا وسكرتيري ومستشاري. تناولنا الخبز وبعدها تقاسمناه وقدّمناه لبعضنا البعض، وتقديم الخبز هو بحدِّ ذاته تعبيرٌ عن لفتة صداقة. لقد كان غداءً لطيفًا للغاية، أخويًّا للغاية. وفي نهاية الغداء لا أعرف لمن خطرت هذه الفكرة: “لم لا نؤرّخ هذا اللقاء؟”.
هكذا وُلدت وثيقة أبو ظبي الشهيرة حول الأخوّة الإنسانيّة والتي وقّعاها كلاهما. تحوّلت هذه الوثيقة في غضون سنواتٍ قليلةٍ لعلاقةٍ مهمّة، ليس فقط ما بين هذين الرجُلَيْن العظيمَيْن، ولكن أيضًا ما بين المؤمنين من الدّيانَتَيْن. نعم، لقد أضحت هذه الوثيقة مرجعًا في عالم الحوار الرسميّ بين الأديان.
أعرب قداسة البابا عن تأثًّره بمداخلات الإمام الأكبر في البحرين الذي أعرب عن إصراره على الحوار الإسلاميّ – الإسلاميّ، في سبيل التفاهم المتبادل والعمل معًا. فقد ناشد فضيلة الإمام رجال الدّين المسلمين في كلّ جزءٍ من العالم أن يلتزموا ومن كلّ قواهم بحوارٍ “إسلاميّ- إسلاميّ”.
تطلّع فضيلة الإمام إلى المستقبل بنظرةٍ إيجابيّةٍ ومتفائلة، مقتنعًا بأنّ “الشرق والغرب لن يجدا نفسَيْهما معزولَيْن عن بعضهما البعض كما حدث في القرن الماضي”. من المأمول حدوث تبادلٍ حقيقيّ بين العالمَيْن، وخلقِ نسيجٍ إجتماعيٍّ يعيش فيه الناس بطريقةٍ متكاملةٍ وبنّاءة. كلُّ هذا سوف يساهم في تفضيل “ظهور علاقاتٍ إنسانيّةٍ جديدة وحضارةٍ سلميّة، تُحفَظُ فيها ثقافاتُ الشعوب وخصوصيّاتها وتمايزها.
هي “المعرفة المتبادلة للحضارات” كردِّ فِعلٍ على “نظريّة صراع الحضارات” نفسها.
إعداد ريما السيقلي