تقول في كتابك “خطوة فخطوة” إنّه من الأفضل أن ننحني من أن نكسر العلاقة مع الآخر…
بالنسبة لي ، خيار الإنحناء هذا مُحبط و محزن، لأنّه يسمح للأكثر مكرًا أو ذكاءً أن يفوز و يُهيْمِن. أنا أريد أن أفرض نفسي و أن أغيّر هكذا واقع، حتّى لو أنّي غيرُ قادرٍ على ذلك. ما رأيك؟
يسعدني أنّك تريد أن تغيّر الأمور، وأنا متأكّدٌ من قدرتك على ذلك، حتّى لو قلتَ العكس…
أنت ترغب بفرض نفسك على الذين يريدون أن يفرضوا نفسَهم عليك ، رافضًا الإنحناء. إذا كنت تقصد بالإنحناء الهروب أو السماح بأن يفوز الأقوى فقط لأنّه الأقوى، فأنا أتّفق معك!
لكن إذا استطعت أن تفرضَ نفسك دون أن تكسرَ العلاقة مع الآخرين، فالأمر يستحقّ المحاولة.
في الواقع، منطق الأقوى كما نراه في عالمنا لا يحلّ الأزمات، بل يُنتج أزماتٍ أكبر.
لقد خُلق الناس ليُحِبّوا و يكونوا في علاقةٍ مع بعضهم البعض، وعندما لا تعيش هذه الحقيقة، تشعر بعدم الرضا حتّى لو بدا لك أنّك الرابح.
أن نفهمَ فكرة الآخر ونجعلَهُ يفهم فكرتنا، هذا أمرٌ يتطلّب وقتًا و جُهدًا وخطواتٍ مؤلمةٍ في بعض الأحيان. لكن إذا نجحنا في ذلك، نفرح ويفرح الجميع.
هل رأيتَ يومًا حقل قصب؟ إنّ القصب الذي تهزّهُ الريح يعاني قليلاً، لكن إذا تمكّن أن يصمد ولا ينكسر، يعود ليعلو فوق ما حوله، حالما تشرق الشمس. هكذا الأمر لمن يختار طريق الحبّ الصعب، فيحصد الفرح!
فرنشيسكو شاتيل