مرآةٌ ليسوع
كما أنّ في يسوع ليس هناك انفصال بين الطبيعة الإنسانيّة والطبيعة الإلهيّة، كذلك علينا نحن أيضًا أن نوحّد ما هو إنسانيّ وإلهيّ فينا. أن نكون مرآةً ليسوع. أن نعطي الله إنسانيّتنا كي يستخدمها ليُحييَ ابنه المحبوب فينا.
علينا أن نوجّه نظرنا قبل كلّ شيء نحو الآب الواحد لأبناءٍ كثر ثمّ ننظر إلى البشر كأبناءٍ لآب واحد.
علينا أن نتخطّى دائمًا بالفكر والقلب كلّ الحواجز التي تضعها الحياة أمامنا، وأن نحاول دائمًا وبتلقائيّةٍ بناءَ الأخوّة الشاملة لأبناء آبٍ واحد، ألله.
عندما يعمل جميع الأبناء إرادة الآب الواحد، كما فعل يسوع، يصبحون واحدًا لأنّ إرادة الآب تظهر في الإنجيل، وهي أن نكون واحدًا مع الله الآب من خلال يسوع، وأن نكون واحدًا في ما بيننا: “ليكونوا بأجمعهم واحدًا”.
إنّ الفضيلة التي توحّدنا مع الله وتُذيبُ الإنسانيّة مع الألوهيّة فينا، هي التواضع وانعدام الذات. علينا أن نعتبر أنّنا في خدمة الله تحت أوامر آبٍ مُحبّ، يأمر كي يُحقّق فينا مخطّطه الذي هو سعادتنا.
نجد الوحدة مع الآخرين عن طريق التواضع. علينا أن نطمح بشكلٍ دائم أن نكون “الأوائل”، واضعين أنفسنا في خدمة القريب. مَن يريد أن يحمل الوحدة عليه خدمة الله والقريب، عليه أن “يُفرّغَ ذاته” كُلّيًّا، لأنّه مغرمٌ بإرادة الله، ومغرمٌ بإرادة القريب، الذي يريد أن يخدمه من أجل الله.
ولكنّ المهمّ أن تكون لدينا فكرةٌ واحدةٌ عن القريب، إنّه كلُّ أخٍ يمرُّ بجانبنا في اللحظة الحاضرة من حياتنا. أن يكون نظرنا بسيطًا وغيرَ معقّد، يعني أنّنا نرى آبًا واحدًا، وأنّنا نخدم إلهً واحدًا في كلّ البشر. إنّ العين البسيطة ترى يسوع في كلّ إنسان، وتضع نفسها في خدمة هذا المسيح، كي يولدَ ويكبرَ في كلّ إنسان.
علينا أن نكون مثل يسوع، المخلّص والرحيم. المسيح لم يأتِ ليُظهرَ نفسه، لكن ليُصلحَ ما كان قد انهدم، ليخلّصَ مَن ضاع، ليحبَّ ويجذبَ إليه مَن كان منفصلاً.
وجودنا على الأرض له نفس وظيفة الرحمة هذه.
لن نكون حقًّا أنفسُنا إلّا عندما نقوم بأعمال الرحمة والغفران التي هي ثمرة قلبٍ كلّه رحمة.
من أقوال كيارا لوبيك
Spread the love