محطّاتٌ ثابتة
كم من الأمور في حياتنا تحدُّ من سعادتنا، فيغمُرُنا القلق، ويسيطرُ علينا الخوف، ويلفُّ قلبَنا الحزن…
كم من محدوديّاتٍ تُجزّأ من كينونَتِنا، وترانا أسرى عُقدٍ تفتكُ بنا، فيحلُّ اليأسُ في نفوسنا محلَّ الفرح، ويبدو لنا أنّنا فاشلون في عملنا، فاشلون في المحافظة على علاقاتٍ صافيةٍ في عائلتنا، فاشلون في تحقيق ما لطالما حَلِمْنا به، لذا نحاولُ الهروبَ من أنفُسِنا ومن الآخرين… ولكن، عبثًا نقاوم وعبثًا نحاولُ الفرار. فما الحلّ؟
من لحظة مجيءِ الإنسان إلى هذا العالم، يأتي الألمُ للقائه، ويودُّ المرءُ، كلُّ امرىءٍ، أن يهرُبَ منه، فنحن وُلِدْنا من أجل السعادة والعيش الهنيء! كيف نُحطّمُ إذًا سلبيّاتِ أيّامِنا، وكيف نُعانقُ السلامَ في داخلنا؟
لنحاولْ أن نبحثَ في خفايا أنفُسِنا عن الأمور التي نُحبُّها ونودُّ تحقيقها ونسألُ كيف لنا أن نساهمَ في إضفاء لمسات جمالٍ على ما يُحيط بنا.
لِنَجلسْ، ونتسامَرْ مع حَميمِيَّتِنا،
لِنُمْضِ وقتًا نصغي فيه إلى همسات روحنا بعيدًا عن الضجيج حولنا، نلتجئُ إلى أحضان الطبيعة مثلاً، أو نغوصُ في بحر كلماتٍ تأمليّة…
ولنحاولْ أن نتذوّقَ أحداثَ يومِنا، صغيرةً كانت أو كبيرة،
ولْنُشارٍكْها مع آخرين،
فنفتخرُ بها وبما أنجزناه من حَسَنٍ وجميل، ونحتفلُ بما نُحبُّه ويُدفىءُ قلبنا…
لنَصنَعْ سعادتَنا،
ولنعلم أنّ الألمَ محطّةٌ ضروريّةٌ تسيرُ بنا في نفقٍ، يلوحُ دائمًا في آخره وهجُ ضوءٍ لا نتوّقعُه، لكنّه سوف يُبْهِرنا.
لنُعَزِّزْ مواهبَنا ونجاحاتِنا مهما كانت صغيرة، ومن ثمّ فلنُشارِكْ بها ولنتقرَّبْ بروحٍ شفّافةٍ ورقيقةٍ من الآخرين، نحيطُهُم بمحبَّتِنا وعنايَتِنا…
عندها سوف نختبرُ حرّيَّتَنا وفرحَنا وسلامَنا.

ريما السيقلي

Spread the love