مجرّدُ رسومٍ
“جلستُ بالقرب من شابٍّ وشابّةٍ تُغطّيهما رسومٌ من النوع الشيطانيّ.
وكوني أحاولُ عادةً أن أجدَ الجانب الإيجابيّ لدى الآخرين، فكّرتُ أنّ لدى هذين الشابّين دافعًا ما لإظهار رموزٍ كهذه. تردّدتُ قليلاً ثمّ توجّهتُ وسألتهما عن معنى هذه الرسوم. شَعًّتْ نظراتُهُما، وراحا يتناوبان لِيُجيبا على سؤالي وختما قائِلَيْن: “نشكرك على سؤالك، عادةً يُصدِرُ الناسُ علينا الأحكامَ القاسية أو في أحسن الأحوال يتجاهلوننا. لكنّنا، نحن لسنا كما نبدو”.
لِنُحِبّْ وطنَ الآخَر كوطننا
عندما تركتُ وطني بسبب الحرب حملتُ معي آلامَهُ وأوجاعَه. وكنتُ لا أملكُ سوى أن أصلّيَ من أجله، فصرتُ أقدّمُ كلَّ عمل محبّةٍ أقوم به، وكلّ ألم. وصلتني كلمة الحياة لشهر أيّار وهي: “سَيَسْكُنُ معهم وهم سيكونون شعبه وهو سيكون اللهُ معهم” (رؤيا يوحنّا ٣،٣۱). وقرأتُ في التعليق هذه الكلمة: “علينا أن نُحبَّ وطنَ الآخر كما نحبُّ وطننا”، فتساءلت: “هل يُمكِنُني أن أوسّعَ قلبي لهذا الوطن الجديد الذي أعيش على أرضه اليوم؟”. كنت أصلّي لكلّ البلدان التي تمرّ بحروبٍ وحشيّةٍ اليوم، لكن لم يخطر ببالي أنّ لديّ فرصةً ذهبيّة: أن أقدّمَ ألمي وآلام وطني لهذا الوطن الذي احْتَضَنَني، كي يَنْعَمَ بسلامٍ حقيقيٍّ هو بأشدّ الحاجة إليه. كَبُرَ السلامُ في داخلي عندما قرّرت أن أوسّعَ قلبي وأفسحَ مكانًا ليكون وطني أكبر وأشمل.
عندما تركتُ وطني بسبب الحرب حملتُ معي آلامَهُ وأوجاعَه. وكنتُ لا أملكُ سوى أن أصلّيَ من أجله، فصرتُ أقدّمُ كلَّ عمل محبّةٍ أقوم به، وكلّ ألم. وصلتني كلمة الحياة لشهر أيّار وهي: “سَيَسْكُنُ معهم وهم سيكونون شعبه وهو سيكون اللهُ معهم” (رؤيا يوحنّا ٣،٣۱). وقرأتُ في التعليق هذه الكلمة: “علينا أن نُحبَّ وطنَ الآخر كما نحبُّ وطننا”، فتساءلت: “هل يُمكِنُني أن أوسّعَ قلبي لهذا الوطن الجديد الذي أعيش على أرضه اليوم؟”. كنت أصلّي لكلّ البلدان التي تمرّ بحروبٍ وحشيّةٍ اليوم، لكن لم يخطر ببالي أنّ لديّ فرصةً ذهبيّة: أن أقدّمَ ألمي وآلام وطني لهذا الوطن الذي احْتَضَنَني، كي يَنْعَمَ بسلامٍ حقيقيٍّ هو بأشدّ الحاجة إليه. كَبُرَ السلامُ في داخلي عندما قرّرت أن أوسّعَ قلبي وأفسحَ مكانًا ليكون وطني أكبر وأشمل.
مهــى