إنّها مناسبةٌ جمعت مسيحيّين ومسلمين بشكلٍ مميّز. لقد نظّمت مجموعة الفوكولاري لقاءً بمناسبة عيد البشارة، والذي صادف هذه السنة في فترة تلاقي الصوم المسيحيّ وشهر رمضان المبارك. وقد أرادت المجموعة أن تُترجم هذه المناسبة إلى فعل محبّةٍ وأخوّة، من خلال تنظيم إفطار جماعيّ مساء ٢٤ آذار/ مارس ٢٠٢٥، عشيّة هذا العيد الوطنيّ في لبنان، عيد كل اللبنانيّين، عيد بشارة السيّدة العذراء مريم.
كيف بدأ هذا اللقاء؟ وهل كان يقتصر فقط على الإفطار؟
لم يقتصر اللقاء على الإفطار فقط، بل سبقه وقتٌ تأمليّ روحيّ تمحور حول شخصيّة مريم العذراء، الجامعة بين الديانتين. وقد تخلّله كلماتٌ ومداخلاتٌ من شخصيّاتٍ بارزة، مثل سيادة المطران أنطوان بو نجم، والوزير السابق الأستاذ إبراهيم شمس الدّين، والدكتور محمد النقري، والدكتور أنطوان قربان، حيث عبّر كلٌّ منهم عن الأخوّة والعيش المشترك بكلماتٍ مؤثّرة وعميقة.
هل كان هناك شهاداتٌ شخصيّة؟
نعم، وقد أُُثريَ اللقاء بشهاداتٍ حيّة ومؤثّرة. إليكم إحداها من إحدى المشارِكات: “عندما فكّرتُ في ما يجب أن أشاركه اليوم من تجربة عشتها، منذ أن لجأت إلى هذا المكان هربًا من خطر الحرب، شعرتُ بالخوف، لأن كلّ ما سأقوله سيكون أقلّ من حقيقة ما أحمله في قلبي فكّرت في “البيت”… هذا المكان أصبح بيتي الثاني، ليس فقط بسبب الجدران، بل بسبب الأمان والدفء والإخوة الذين احتضنوني أنا وعائلتي على مدى ٦٦ يومًا، اختبرنا الحزن والفرح، الأمل، التعاون، المشاركة، حتّى بتنا نعرف بعضنا البعض بعمق ضحكنا وبكينا، وواسينا بعضنا البعض. هذه القيم تعني لي أنّ روح المحبّة تسكن هنا. وعدت نفسي وأعدكم أن أنقل هذه التجربة، وأتعلّم منها، لعلّها تكون رسالتي في الحياة”.
ما الذي يميّز هذا اللقاء عن غيره من المناسبات؟
هو ليس مجرّد إفطار رمضانيّ أو مناسبة دينيّة، بل هو تجلٍّ حقيقيّ لمعنى الأخوّة والتكافل بين أبناء الوطن الواحد، بغضّ النظر عن الانتماء الديني. لقد شعر الجميع بأنّ مائدة المحبّة جمعتهم، وأنّ “مريم، أمّ الجميع” كانت الحاضرة بينهم.
هل يتماشى هذا اللقاء مع روح الفوكولاري وتعاليم مؤسِّستها كيارا لوبيك؟
“بالتأكيد، فكما قالت كيارا لوبيك، الصوم الذي يُرضي الله هو محبّة القريب، وإذا ما طُبّق يكون الصوم الذي يُرضي الله، والبركات تتحقّق”. وهذا اللقاء كان تجسيدًا حيًّا لهذه المحبّة.
هل من انطباعات أو ردود فعل أثّرت بالمشاركين؟
نعم، من أبرز الانطباعات وعلى سبيل المثال: “نادرًا ما شاركت في لقاء وبرنامج يحمل هذا القدر من الأخوّة بين المسلمين والمسيحيّين. لقد كان حقًّا عيدًا أن نلتقي جميعًا. كان لقاءً مليئًا بالمحبّة، بالعطاء، بالتقدير المتبادل. لقد شعرنا فعلاً أنّ مريم هي أمّنا جميعًا، وهي مَن جمعتنا”.
كيف يمكن أن نختتم هذا الحوار؟
نختمه بالرجاء والدعاء، طالبين أن تستمرّ مريم في احتضان الجميع، وأن تبقى هذه الروح حيّة، تُترجم في لقاءاتٍ ومبادراتٍ جديدة، ليكون لبنان دائمًا وطن الرسالة، والأخوّة، والمحبّة.
ريما السيقلي