متابعة الطريق
يتخبّط الإنسان في صخب أمواج التحديّات الهائجة، وغالبًا ما يجد نفسه تائهًا بين معاناةٍ ومعاناة، وفاشلاً على مواجهة الصراعات التي تحاول إغراقه في يمٍّ من الإستسلام واليأس. الحياة لغز، والولادة بحدّ ذاتها معجزة، والوقت دربٌ يسير بنا نحو المجهول… فلا نتوقّع مثلاً أن نفقدَ وظيفةً بعد مرور أعوام على قيامنا بها، أو نفشلَ في علاقةٍ زوجيّةٍ مرّت عليها سنوات، أو نواجهَ مشاكلَ إقتصاديّةٍ لم تكن في الحسبان، أو ينطفئَ الحماسُ فينا من كثرة المواجهة، فلا يعودُ يُبهجنا شيء، بل ندخل في دوّامة حياةٍ مُملّة. مواقفُ كثيرةٌ تجعلنا نختبرُ ضعفنا، فنجدُ الهشاشة تلتفّ بيديها حول أعناقنا محاولةً خنقَ جمالِ الوجود الذي جذبنا منذ نعومة أظافرنا، فنفقد بسهولةٍ التوازن الذي لطالما حاولنا بُنْيانَهُ جاهدين.
ونتساءل: أين نحن من حياةٍ مفعمةٍ بالحيويّة ولماذا يخبو انجذابُ الحياة فينا، فتحتلُّ الرتابةُ أيّامنا؟
وتُطلّ المثابرة لتدعونا على المواظبة في تحقيق أحلامنا. المثابرة تعني الصبر والتحمُّل والثقة. المثابرة ضروريّة، ولا غنى عنها عندما نعاني، عندما نُجرَّب، عندما يَهزمُنا الإحباط، عندما تُعمينا إغراءاتُ العالم، عندما نُضطهَد.
هل وجدتَ نفسك في واحدةٍ من هذه الظروف؟ هل اختبرتَ أنّك من دون المثابرة تسقط بسهولة؟ قد تكون قد استسلمت، وقد أكون استسلمتُ أنا أيضًا، وقد نكون استسلمنا كلُّنا الآن. نقرأ هذه الكلمات فنجد أنفسنا غارقين في بعضٍ من هذه المواقف المؤلمة ونتساءل ما العمل؟
لا تتجاهل مشاعرك مهما كانت، بل خُذ قرارًا بعدم الإستقالة وانطلق في محاولةٍ جديدة، وإسْعَ نحو تغييرٍ إيجابيٍّ، متجاوزًا ضعفك ومحدوديّاتك. المثابرة تُفجِّر فينا قوّةً جديدة؛ وهذه القوّة يقينٌ ينمو فينا، ويؤكّد على قدرتنا على التوجّه نحو الآخَر والمبادرة بالمحبّة مرّةً أخرى بالرغم من كلّ شيء، وبشكلٍ أفضل من ذي قبل. إنّها المثابرة التي لا تخشى العوائق ولا الصعوبات ولا التضحيات، فالمثابرة تعرفُ كيف تُحبّ.
ريما السيقلي
Spread the love