ماما ماغي
عام ٢٠١٧ نالت “ماما ماغي” جائزة “صنّاع الأمل” من بين ألف مشارك من ٢٢ دولة عربيّة. فتعرّف عليها الآلاف كامرأة “أحدثَتْ فرقًا في حياة آلافٍ من الناس لأنّها تؤمن أنّ خدمة الإنسانيّة هي شرطٌ من شروط الوجود”.
مَن هي “ماما ماغي”؟ هي زوجةٌ وأمٌّ لولدَيْن، إسمها الحقيقيّ ماجدة جبران، لُقِّبتْ ب “ماما ماغي” و ب “الأم تريزا المصريّة”. أسّست عام ١٩٨٥ “Stephen Children”، وهي مؤسَّسة خيريّة هدفُها تحقيق الأمل واستعادة الكرامة للأطفال والشباب المحرومين. ترعى أكثر من ٣٣ ألف طفل، وتُعِدّ ٩٢ مركزًا، تُوفّر من خلالهم التعليم لأكثر من ١٨ ألف طفل.
كيف بدأتْ ماما ماغي مسيرتها؟ بدأ كلُّ شيءٍ عندما قال لها أصحابُها يومًا: “تعالي نزور المناطق الفقيرة. تقول: “لقد تأثّرتُ جدًّا بأسرةٍ يكاد يُغمى على أولادها السبع لشدّة الجوع. شعرتُ أنّ هؤلاء الأطفال كان يمكن أن يكونوا أولادي أنا شخصيًّا. فقَفَز قلبي في داخلي ودفعني لأمُدَّ يدي إلى كلّ طفلٍ محروم، أحضنُه وأقبّلُه… كانوا عندما أقدّمُ لهم طعامًا أو أيَّ شيء، يحضنونني… إنّها أجملُ مكافأة! يمكن لكلّ طفلٍ أن يقول لي “ماما” لأنّني أحبّ كلَّ واحدٍ منهم، أحبُّ كلّ إنسان، كلَّ البشر”.
“تفرّغتُ من عملي في الجامعة لأكرّسَ وقتي لرعاية الأطفال المحرومين لأنّني أؤمن أنّ أهمّ شيءٍ للإنسان هو أن يعرف قيمة وجوده في هذا العالم، وأنّ كلّ يومٍ وكلّ دقيقةٍ هي نعمة”.
“أريد أن أقول لكلّ طفلٍ محروم: “في كلّ مكانٍ يمكن أن توجدَ احتياجاتٌ تكون أحيانًا كبيرةً جدًّا”. ألمهمّ هو أن تعرف قيمتك فلا تضيّع قدراتك وطاقاتك في أشياءٍ لا تفيد. أنا مستعدّةٌ أن أجلسَ تحت قدمَيْك وأعملَ كلّ شيءٍ لتصبحَ إنسانًا ناجحًا وتفيد الإنسانيّة كلّها”.
“يبدأ كلّ شيءٍ بخطوة. أوّل خطوةٍ بالنسبة لي كانت أنّني تنازلتُ عن الجزء الأكبر من مادّياتي الشخصيّة لأوجّهَ اهتمامي لشخصٍ واحد، حتّى لو أنّي لا أعرفه أبدًا، ثمّ لشخصٍ آخر، ثمّ الآخر. عندما يتنازل الإنسان عن المادّيّات يسمو بروحه إلى ما يفوق الجسد واحتياجاته، فتبرز الروح، والروح منيرة، جميلةٌ جدًّا وخفيفة، تقدر أن تطيرَ في العالم كلِّه. كلُّ الناس يستطيعون القيام بالخطوة الأولى ويكتشفون أنّنا كلّنا إخوة مهما اختلَفَتْ اعتقاداتنا”.
تقول أيضًا:
“إذا كان أحدُهم مجروحًا أمدُّ يدي وأضمّدُ جراحَه أوّلًا. بعد دقيقةٍ واحدة، يضمّني هو ويَقْبَلُني كما أنا. هذه من “العلامات” التي تفرحني جدًّا”.
“يسمّيني البعض”ماما ماغي” والبعض الآخر”الأمّ تريزا المصريّة”. ألقابٌ حلوة. لكنّ اللقب الأقرب إلى قلبي هو “الأمّ”… عندما يناديني طفلٌ “ماما”، يكون ذلك أجمل شيءٍ بالنسبة لي”.
“سعادتي الحقيقيّة هي أنْ أرى أطفالًا كبروا وصاروا يعملون بقلبٍ منفتحٍ للجميع. عندما ينجح شخصٌ تنجح البشريّةُ كلُّها، وعندما يفرح شخصٌ تفرح الإنسانيّةُ كلُّها”.
“نحن فخورون جدًّا بلقاء البابا فرنسيس مع الإمام أحمد الطيّب. إنّهما أكبر مَثَلٍ يمكن أن يقتديَ به العالم كلّه. ستكتب الأجيال الآتية في التاريخ أنّ قيمة البشر هي الأعظم في الوجود. كلُّ واحدٍ منّا قادرٌ أن يقبل الآخر المختلف عنه وهكذا يكافىءُ نفسه. مَن لا يقبل الآخر يؤذي نفسه. من الذكاء إذًا أن يقدّمَ كلُّ واحدٍ شيئًا يعود له بالخير”.

إعداد حياة فلاّح

Spread the love