لن ننسى رسالةَ وطنِنا
مع اقتراب عيد إستقلال لبنان، طلبت منّي مديرةُ المعهد حيث أُعلِّم أن أُلقِيَ كلمةً للمناسبة. معظمُ طلاّب المعهد من المسلمين، سنّة وشيعة. الأساتذة أيضًا مختلطون بين مسلمين ومسيحيّين. تكلّمتُ مع زوجتي بالموضوع ورأينا أنّه من الأنسب أن أستوحِيَ كلمتي من إيماني بالوحدة وبالأخوّة الشاملة.
وفي اليوم المُحدَّد وصلتُ إلى الصالة المخصّصة للإحتفالات وإذا بالطلاّب يتشاجرون بغضبٍ شديد، حتّى أن بعضَهُم راحوا يتراشقون بالكراسي، ويشتمون مذاهبَ بعضهم البعض… بدأ الإحتفال فحدّثتُ الجميع قائلاً: “نحن نتلهّى بالشِجار والكراهية والإنتقاد المتبادل، وننسى الرسالة التي أَوْكَلَها اللهُ لنا، والتي حمّلنا مسؤوليَّتَها القدّيس يوحنّا بولس الثاني لدى زيارته لبنان، وهي أن نعرفَ كيف نعيش مع بعضنا بوفاقٍ واحترام ونشهدَ لذلك! دعونا لا نحكم على الآخر بحسب مظهره الخارجيّ أو دينه أو مذهبه، بل نحترم الجميع. بعد قليل، سنعود إلى بيوتنا وبيئتنا، فلنزرع هذه الروح حيث نكون، لنحاول أن نستمعَ باهتمامٍ إلى أهلنا وأصدقائنا وجيراننا، وإن طلبَ منّا أحدٌ مساعدة دعونا لا نتأخَّر عن تلبية طلبه، دعونا نزرع روح المحبّة الأخويّة حيث نكون”.
كان مُلفِتًا إصغاءُ الجميع واهتمامُهم وجوُّ السكون والسلام الذي أحاط بنا. في النهاية سلّمنا على بعضنا فرحين.
أعتقدُ أنّ الإنجازات الكبيرة تبدأ بالأعمال الصغيرة واليوميّة، ودعوةُ وطننا أو رسالتُهُ مسؤوليّةُ كلُّ واحدٍ منّا. شكرتُ الله لأنّه أعطاني هذه الفرصة لأساهم ولو بالقليل القليل في نشر الأخوّة التي أؤمنُ بها وأحاولُ أن أترجِمَها في حياتي.
إيلي
Spread the love